ذكَرْتُ وِصَالَ البيضِ وَالشّيبُ شائعُ،
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ذكَرْتُ وِصَالَ البيضِ وَالشّيبُ شائعُ، | وَدارُ الصِّبَا مِنْ عَهدِهِنّ بَلاقِعُ |
أشتِ عمادُ البينِ واختلفَ الهوى | ليَقْطَعَ مَا بَينَ الفَرِيقَينِ قاطِعُ |
لَعَلّكَ يَوْماً أنْ يُسَاعفَكَ الهَوَى | فيجمعَ شعبيْ طية ٍ لكَ جامعِ |
أخالِدَ! ما مِنْ حاجَة ٍ تَنْبَرِي لَنَا | بذِكْرَاكِ إلاّ ارْفضّ منّي المَدامِعُ |
وَأقْرَضْتُ لَيلى الوُدَّ ثُمّتَ لمْ تُرِدْ | لتَجزِي قَرْضي، وَالقُرُوضُ وَدائِعُ |
سَمَتْ لكَ مِنها حاجَة ٌ بَينَ ثَهْمَدٍ | وَمِذْعَى وَأعْنَاقُ المَطيّ خَوَاضِعُ |
يسمنَ كما سامَ المنيحانِ أقدحاً | نَحَاهُنّ من شَيبانَ سَمحٌ مُخالِعُ |
فهلاَّ أتقيتِ اللهَ إذْ رعتِ محرماً | سَرَى ثمّ ألْقَى رَحْلَهُ فهوَ هاجِعُ |
و منْ دونهِ تيهٌ كأنَّ شخاصها | يحلنَ بأمثالٍ فهنَّ شوافعِ |
تحنُّ قلوصي بعدَ هدءٍ وهاجها | وَمِيضٌ على ذاتِ السّلاسِلِ لامِعُ |
فقلتُ لها حنى َّ رويداً فانني | إلى أهْلِ نَجْدٍ مِنْ تِهامَة َ نازِعُ |
تَغَيّضُ ذِفْرَاهَا بِجَوْنٍ، كأنّهُ | كحيلٌ جرى في قنفذِ الليثِ نابعِ |
ألا حَيّيَا الأعرَافَ من مَنبِتِ الغَضَا | وَحَيثُ حَبا حَوْلَ الصرِيفِ الأجارعُ |
سلمتَ وجادتكَ الغيوثُ الروابعُ | فَإنّكَ وَادٍ، للأحِبة ِ، جامِعُ |
فلمْ أرَ يا بنَ القرمِ كاليومِ منظراً | تجاوزهُ ذو حاجة ٍ وهوَ طائعُ |
أتَنْسَينَ ما نَسرِي لحُبّ لِقائِكُمْ | وَتَهْجِيرَنَا وَالبِيدُ غُبرٌ خَوَاشِعُ |
بني القينِ لاقيتمْ شجاعاً بهضبة ٍ | رَبِيبَ حِبَالٍ تَتّقِيهِ الأشَاجِعُ |
فإنّكَ قَينٌ وَابنُ قَينَينِ، فاصْطَبِرْ | لذلكَ إذْ سُدّتْ عَلَيكَ المَطالِعُ |
وَلّما رَأيتُ النّاسَ هَرّتْ كِلابُهُمْ، | تَشَيّعتُ، إذْ لمْ يَحْمِ إلاّ المُشايِعُ |
و جهزتُ في الآفاقِ كلَّ قصيدة ٍ | شَرُودٍ، وَرودٍ، كُلَّ رَكْبٍ تُنازعُ |
يَجُزْنَ إلى نَجرَانَ مَن كانَ دونَهُ، | وَيَظْهَرْنَ في نَجدٍ وَهُنّ صَوَادِعُ |
تَعَرّضَ أمْثَالُ القَوَافي، كأنّهَا | نجائبُ تعلو مربداً فتطالعِ |
أجئتمْ تبغونَ العرامَ فعندنا | عرامٌ لمنْ يبغي العرامة َ واسعِ |
تشمسُ يربوعٌ ورائي بالقنا | وَعادَتُنَا الإقْدَامُ، يَوْمَ نُقارِعُ |
لنا جبلٌ صعبٌ عليهِ مهابة ٌ | مَنيعُ الذُّرَى في الخِندِفيّينَ فَارِعُ |
و في الحيَّ يربوعٍ إذا ما تشمسوا | وَفي الهُندُوَانِيّاتِ للضيْمِ مَانعُ |
لنا في بني سعدٍ جبالٌ حصينة ٌ | و منقذٌ في باحة ِ العزَّ واسع |
و تبذخُ منْ سعدٍ قرومٌ بمفزعٍ | بهمِ عندَ أبوابِ الملوكِ ندافعِ |
لسعدٍ ذرى عادية ٍ يهتدي بها | وَدَرْءٌ على مَنْ يَبْتَغي الدَّرْء ضَالعُ |
وَإنّ حِمى ً لم يَحْمِهِ غَيرُ فَرْتَنَى ، | و غيرُ ابنِ ذي الكيرينِ خزيانُ ضائعِ |
رَأتْ مالكٌ نَبْلَ الفَرَزْدَقِ قصّرَتْ | عن المَجدِ، إذْ لا يأتَلي الغَلوَ نَازِعُ |
تَعَرّضَ حتى أُثْبِتَتْ بَينَ خَطْمِهِ | وَبَينَ مَخَطّ الحاجِبَينِ القَوَارِعُ |
أرى الشيبَ في وجهِ الفرزدقِ قد علا | لهَازِمَ قِرْدٍ، رَنَّحَتْهُ الَّصوَاقِعُ |
و أنتَ ابنُ قينٍ يا فرزدقُ فازدهرْ | بكِيرِكَ، إنّ الكِيرَ للقَينِ نَافِعُ |
فإنّكَ إنْ تَنفُخْ بكِيرِكَ تَلْقَنَا | نُعِدّ القَنَا وَالخَيلَ، يوْمَ نُقارِعُ |
إذا مُدّ غَلْوُ الجَرْيِ طاحَ ابنُ فَرْتَنى | و جدَّ التجاري فالفرزدقُ ظالعُ |
و أبا بنو سعدٍ فلو قلتَ أنصتوا | لتُنشِدَ فيهِمْ، حَزّ أنفَكَ جادِعُ |
رَأيتُكَ، إذْ لم يُغنِكَ الله بالغِنى ، | لجأتَ إلى َ قيسٍ وخدكَ ضارعِ |
وَقَد كانَ في يَوْمِ الحَوَارِيّ جاركمْ | وَذُخْرٌ لَهُ في الجَنْبَتَينِ قَعَاقِعُ |
يقولُ لليلى قينُ صعصعة َ اشفعي | وَفيما وَرَاءَ الكِيرِ للقَينِ شَافِعُ |
إذا أسْفَرَتْ يَوْماً نِسَاءُ مُجاشِعٍ | بَدَتْ سَوْءة ٌ مِمّا تُجِنّ البَرَاقِعُ |
مَنَاخِرُ شَانَتْهَا القُيُونُ، كأنّها | أنوفُ خنازيرِ السوادِ القوابعِ |
مَباشِيمُ عَنْ غِبّ الخَزِيزِ كأنّمَا | تصوتُ في أعفاجهنَّ الضفادعِ |
و قدْ قوستْ أمُّ البعيثِ وأكرهتِ | على الزفرِ حتى شنجتها الأخادع |
لَقد علِمَتْ، غيرَ الفِياشَ، مُجاشِعٌ | إلى منْ تصيرُ الخافقاتُ اللوامعُ |
لَنَا بَانِيَا مَجْدٍ، فَبَانٍ لَنَا العُلى ، | و حامٍ إذا احمرَّ القنا والأشاجعِ |
أتَعْدِلُ أحسَاباً كِرَاماً حُمَاتُهَا | بأحْسابِكُمْ؟ إنّي إلى الله رَاجِعُ |
لقوميَ أحمى في الحقيقة ِ منكمُ | و أضربُ للجبارِ والنقعُ ساطع |
وَأوْثَقُ عِنْدَ المُرْدَفَاتِ، عَشِيّة ً، | لحَاقاً إذا مَا جَرّدَ السّيْفَ لامِعُ |
و أمنعُ جيراناً وأحمدُ في القرى | إذا اغبر في المحلِ النجومُ الطوالعِ |
وَسَمامٍ بِدُهْمٍ غَيرِ مُنْتَقِضِ القوَى | رَئيسٍ سَلَبْنَا بَزَّهُ، وَهوَ دَارِعُ |
نَدَسْنَا أبَا مَنْدُوسَة َ القَينَ بالقَنَا | ومَارَ دَمٌ مِنْ جَارِ بَيْبَة َ نَاقِعُ |
وَنَحْنُ نَفَرُنَا حاجِباً مجدَ قَوْمِهِ | و ما نالَ عمروٌ مجدنا والأقارعِ |
وَنَحْنُ صَدَعْنا هامَة َ ابنِ مُحَرِّقٍ | فما رقاتْ تلكَ العيونُ الدوامعِ |
وَما بَاتَ قَوْمٌ ضَامِنِينَ لَنَا دَماً، | فتوفينا إلا دماءٌ شوافعُ |
بمرهفة ِ بيضٍ إذا هيَ جردتْ | تألقُ فيهن المنايا اللوامعُ |
لقدْ كانَ يا أولادَ خجخحَ فيكمُ | مُحوَّلُ رَحْلٍ للزُّبَيرِ وَمَانِعُ |
و قدْ كادَ في يومِ الحواريَّ جاركمْ | أحاديثُ صَمّتْ من نَثاها المَسامِعُ |
و بتمْ تعشونَ الخزيرَ كأنكمْ | مطلقة ٌ حيناًةو حيناً تراجعُ |
يقبحُ جبريلٌ وجوهَ مجاشعِ | وَتَنْعَى الحَوَارِيَّ النّجُومُ الطّوَالِعُ |
إذا قيلَ أيُّ الناسِ شرٌّ قبيلة ً | و أعظمُ عاراً قيلَ تلكَ مجاشعُ |
فأصْبَحَ عَوْفٌ في السّلاحِ وَأصْبَحَتْ | تفشُّ جشاءلتٍ الخزيرِ مجاشعٍ |
نَدِمْتَ عَلى يَوْمِ السّباقَينِ بَعدَمَا | وَهَيْتَ فلَمْ يُوجَدْ لوَهيكَ رَاقِعُ |
فما أنتمُ بالقومِ يومَ افتديتمْ | بِهِ عَنْوَة ً،، وَالسَّمهَرِيُّ شَوَارِعُ |