أعاذلَ ليسَ سمعي للملامِ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أعاذلَ ليسَ سمعي للملامِ ، | عَفَفتُ عن الغَواني والمُدامِ |
و بنتُ عن الشبابِ ، فليسَ مني ، | و آخرُ كلّ شيءٍ لانصرامِ |
رأيتُ الدهرَ ينقصُ ، كلَّ يومٍ ، | قوى حبلِ البقاءِ ، وكلَّ عامِ |
يُقَتَّلُ بَعضُنا بأكفّ بَعضٍ، | ويُشحَذُ بَينَنا سَيفُ الحِمامِ |
و حربٍ قد قرنتُ الموتَ فيها ، | بجيشٍ يهمرُ الهيجا لهامِ |
وفِتيانٍ يُجيبُونَ المَنايا، | إذا غَضِبُوا بأنفُسِهِم كِرامِ |
وطِرْفٍ كالهِراوَة ِ أعوَجيٍّ، | حثيثِ السيرِ يرقى في اللجامِ |
وهاجِرَة ٍ يَصُدُّ العيسَ فيها | حرورٌ من لوافحَ كالضرامِ |
تقيمُ على رؤوسِ الركبِ شمساً ، | كَصَولِ القِرنِ بالذّكَرِ الحُسامِ |
قطعتُ هِجيرَها بذَواتِ صَبرٍ | على أمثالها ، واليومُ حامي |
يُصافِحنَ الظّلالَ بكُلّ خَرقٍ، | مصافحة َ المحيا بالسلامِ |
رمتْ أرضٌ بها أرضاً فأرضاً ، | كنَبَذِ القَومِ صائبَة َ السّهامِ |
أبيتُ الضّيمَ بأسَ يَدٍ وصَبرٍ، | إذا التقتَ المحامي بالمحامي |
بأنّ مكانَ بيتي في المعالي ، | مكانَ السلكِ في خرزِ النظامِ |
أباعدُ بينَ مني والعطايا ، | وأجمَعُ بَينَ بَرقي وانسِجامي |
وساسَ المُلكَ منّا كلُّ خِرقٍ، | كمثلِ البَدرِ أشرَقَ في الظّلامِ |
تهدّ الأرضَ غدوتهُ بجمعٍ | كلُجّ البَحرِ يَرجَحُ بالأنامِ |