وغَدَتْ كجُلمودٍ القِذافِ يُقلُّهاهاتيكَ دارُهمُ، فعَرّجْ واسألِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وغَدَتْ كجُلمودٍ القِذافِ يُقلُّهاهاتيكَ دارُهمُ، فعَرّجْ واسألِ، | مقسومة ً بينَ الصبا والشمألِ |
و كأننا لم نغنَ بينَ عراصها ، | في غِبطَة ٍ، وكأنّنا لم نَحلُلِ |
لّجّتْ جُفونُكَ بالبُكاءِ فَخلِّها | تسفحْ على طللٍ ، لشرٍ ، محولِ |
ولرُبّ مُهلِكَة ٍ يَحارُ بها القَطا، | مسجورة ٍ بالشمسِ ، خرقٍ مجهلِ |
خلفتها بشملة ٍ تطأ الدجى ، | مرتاعة ِ الحَركاتِ، حِلسٍ، عَيطَلُ |
تَرنُو بناظِرة ٍ كأنّ حِجاجَها | وقبٌ أنافَ بشاهقٍ لم يحللِ |
و كأنّ مسقطها ، إذا ما عرستْ ، | آثارُ مسقطِ ساجدِ متبتلِ |
و كأنّ آثارَ النسوعِ بدفها ، | مَسرَى الأساوِدِ في هَيامِ أهيَلِ |
ويَشُدّ حاديها بحَبلٍ كاملٍ، | كعَسيبِ نَخلٍ خُوصُهُ لم يَنجَلِ |
وكأنّها عَدواً قَطاة ٌ صَبّحَتْ | زُرقَ المِياهِ وهمُّها في المَنزِلِ |
ملأتْ دلاءً تستقلُ بحملها ، | قدامَ كلكلها كصغرى الحنظلِ |
وغَدَتْ كجُلمودٍ القِذافِ يُقلُّها | وافٍ كمثلِ الطيلسانِ المخملِ |
حملتها ثقلَ الهمومِ ، فقطعتْ | أسبابهنّ بنا تخبّ وتعتلي |
عن عزمِ قلبٍ لم اصلهُ بغيرهِ ، | عضبِ المَضارِبِ، صائبٍ للمَفصِلِ |
حتى إذا اعتَدَلَتْ علَيهم لَيلة ٌ | سَقَطُوا إلى أيدي قَلائِصَ نُحّلِ |
حتى استشارهمُ دليلٌ فارطٌ ، | يسمو لغايته بعينيْ أجدلِ |
وكأنّها عَدواً قَطاة ٌ صَبّحَتْ | مَسرَى الأساوِدِ في هَيامِ أهيَلِ |
لبسَ الشّحوبَ من الظّهائرِ وجهُهُ، | فكأنّهُ ماوِيّة ٌ لم تُصقَلِ |
سارٍ بلحظتهِ ، إذا استبهَ الهدى ، | بَينِ المَجَرّة ِ والسِّماكِ الأعزَلِ |
و لربّ قرنٍ قد تركتُ مجدلاً ، | جزراً لضارية ِ الذئابِ العسلِ |
عهدي بهِ والموتُ يخفرُ روحهُ ، | وبرأسِهِ كفَمِ الفَنيقِ الأهزَلِ |
و لقد قفوتُ الغيثَ ينطفُ دجنهُ ، | والصبّحُ ملتَبِسٌ كعَينِ الأشهَلِ |
بطِمِرّة ٍ تَرمي الشُّخوصَ بمُقلَة ٍ | كَحلاءَ تُغرِبُ عن ضَميرِ المُشكِلِ |
فوهاءَ يَفرُقُ بعينَ شَطرَيْ وجهِها | نورٌ ، تخالُ سناهُ سلة َ منصلِ |
وكأنّما، تحتَ العِذارِ، صَفيحَة ٌ | عنيتُ بصفحتها مداوسُ صيقلِ |