أبى آبي الهوى أن لا تفيقا ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبى آبي الهوى أن لا تفيقا ، | و حملكَ الهوى ما لن تطيقا |
برغمِ البينِ لا صارمتُ شراً ، | و لا زالتْ ، وإن بعدتْ ، صديقا |
كذاكَ بكَيتُ من طَرَبٍ إلَيها، | وبِتُّ أشِيمُ بالنّجَفِ البُروقَا |
وما أدري، إذا ما جَنّ لَيلٌ، | أشَوقاً في فُؤادي أم حَريقَا |
ألا يا مُقلَتيّ دَهَمتُماني | بلحظكما ، فذوقا ، ثمّ ذوقا |
لقد قالَ الروافضُ في عليٍّ | مَقالاً جامعاً كُفراً ومُوقَا |
زَنادِقة ٌ أرادَتْ كَسبَ مالٍ | مِنَ الجُهَّالِ، فاتَّخَذَتهُ سُوقَا |
وأشهَدُ أنّهُ مِنهُمْ بريٌّ، | و كانَ بأن يقتلهمْ خليقا |
كما كذبوا عليهِ ، وهو حيٌّ ، | فأطعَمَ نارَهُ منهم فَريقَا |
وكانوا بالرّضا شُغِفُوا زَماناً، | وقد نَفَخوا بهِ في النّاسِ بُوقَا |
وقالوا: إنّهُ رَبٌ قَديرٌ، | فكم لصقَ السوادُ بهِ لصوقا |
أيترُكُ لونَه لا ضوءَ فيهِ، | و يكسو الشمسَ والقمرَ البريقا |
فظلّ إمامهم في البطنِ دهراً ، | و لا يجدُ المسيكينُ الطريقا |
فلما أن أتيحَ لهُ طريقٌ ، | تغيبَ نازحاً عنهم سحيقا |
وفرّ من الأنامِ وكانَ حيناً | يُقاسي بَينَهم ضُرّاً وضِيقَا |
فمن يقضي إذا كانَ اختلافٌ ، | و يستأدي االفرائضَ والحقوقا |
وقال المَوصليُّ: إلَيهِ بابٌ، | فلَمْ لم يُعطَ لِلَثغَتِه لَعُوقَا |
ويَبريهِ، فقد أضناهُ سُقمٌ، | كأنّ بوَجهِهِ منهُ خَلوقَا |
وقالَ، وفي الأئمّة ِ زُهدُ دِينٍ، | ولَم يَرَ مثلَ شِيعَتِهِم فُسُوقَا |
و قد عرضتْ قيانهمُ علينا ، | وباعُوا بَعضَهُمْ منّا رَقيقَا |
يناطحُ هامهنّ لكلّ بابٍ | من السودانِ يحسبهنّ بوقا |
عَظيماتٌ مِنَ البُختِ اللّواتي | تَخالُ شِفاهَها عُشَراً فَلِيقَا |