ذمّ الزمانُ لدمنة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ذمّ الزمانُ لدمنة ٍ | بينَ المُشَقَّرِ والصّفَا |
و كأنما نشرتْ بها | أيدي اللّيالي مُصحفَا |
قَلِقَتْ لساكِنِها وحَمـ | ـلِ إنائِهم حتى انكَفَا |
فيها ثَلاثٌ كالعَوائدِ | ئدِ يكتنفنَ المدنفا |
من كلّ خالدة ٍ كستـ | ـها النارُ لوناً أكلفا |
ومُشَجَّجٍ ذي لِمّة ٍ، | ثاوٍ بربعٍ قد عفا |
ألِفَ القِفارَ فإن هفَت | عنهُ ضواريهِ هفا |
لا يَشتَكي ذُلَّ الهوَا | نِ، ولا يَمُنُّ، إذا وَفَى |
نصبٌ كحرباءِ الفلاة ِ ، | مضَى الجَميعُ، وخُلّفَا |
بل هل تَرى ذا الظّعنَ لو | قامَتْ رِفاقي لاشتَفَى |
لا ناصرٌ من رعبهِ ، | أبداً، يُوَلّيني القَفَا |
كم دوستْ رجلي العدا | ة َ، وما بها عَنهُ حَفَا |
أثبتْ لضغنهمُ ، ولا | تَكُ في العَداوَة ِ أضعَفَا |
و إذا الرياحُ أطاعها | ميلُ القضيبِ تقصفا |
زعمتْ هنيدة ُ أنني | مِمّنْ يَبيتُ على شَفَا |
و لقد هززتُ مهنداً ، | عَضبَ المضارِبِ مُرهَفَا |
و غذا سطا سطتِ المنو | نُ به، وتَعفُو إنْ عَفَا |
حتى إذا ملأ الثّرى | ـبارِ سارَ ، فأوجفا |
عَضبُ المضارِبِ كالغَديـ | ـرِ نفى القذى حتى صفا |
ماذا بأولِ حادثٍ ، | كشفتهُ ، فتكشفا |
فوَلَجتُ فيهِ صابراً، | وخرَجتُ منهُ مُثَقَّفَا |
و إذا رمتْ شخصي العدا | ة ُ بنبلها صارتْ سفى |
و غذا حديثُ الذمّ يـ | ممني ونى وتخلفا |
وإذا العيونُ تَعَرّضَتْ | كانتْ لعيني أشغفا |
إن كنتِ جاهلَة ً، فخلّي | من يديكِ الأعرفا |
فغذا تبدى مقبلٌ ، | أنحَى علَيهِ، فاشتَفَى |
بل قد هُديتُ لبارِقٍ | هاجَ الفُؤادَ المُدنَفَا |
ما زالَ يَصدَعُ مُزنَة ً، | صدعَ النجادِ المدلفا |
يَقظانُ يَلفِظُ نُورَهُ | نُوراً تألّقَ، واختَفَى |
والرّعدُ يَحدو ظَعنَهُ، | فإذا تأخّرَ عَنّفَا |
كالعاذلاتِ تأخرتْ | بالسيفِ شمعاً مترفا |
طَوراً، وطَوراً لا يَعي | زجراً بهِ ، ... وتقصفا |
حتى حَسِبتُ سَحابَهُ | نوقاً تحاملُ زحفا |
سيقتْ ، ولا تألو على | أولادهنّ تعطفا |
حيرانُ يُضني ثِقلُهُ | هُوجَ الرّياحِ العُصَّفَا |
بلَواحِقٍ مَملُوءَة ٍ | ماءً، وزاداً عُرِّفَا |
وكأنّ هاتن وبلِهِ | قطنٌ أطيرَ مندفا |
جبَلاً ثوَى واحقَوقفَا | |
طُ النورِ فيهِ وزخرفا | |
فتنَ العيونَ ، فخلتهُ | برداً أجيدَ مفوفا |
و كانّ نشرَ الأرضِ بالأ | نوارِ حينَ تلحفا |
ملكٌ عليهِ جوهرٌ ، | في سندسٍ قد أكنفا |
وتَخالُ كلَّ قَرارَة ٍ | دَمعاً، يَحُولُ مُوقَّفَا |
يا سلمَ عرفني المشيـ | ـبُ وحُقّ لي أن أُعرَفَا |
ووجدتُ كفَّ الموتِ أقْـ | ـوى الآخذينَ وألطفا |
وبَقيتُ بَعدَ مَعاشرٍ، | مثلَ الرديّ تخلفا |
خَلَّوا على الباقي الأسَى ، | ونجَا الفَقيدُ مُخَفَّفَا |
و لقد أراني بالصبا ، | و الغانياتِ مكلفا |
أُسقَى مُخَدَّرَة َ الدّنا | نِ سُلافَ كرمٍ قَرقَفَا |
راحٌ كأنّ حَبابَها | ذُرٌ يَجولُ مُجَوَّفَا |
حظٌّ من الدنيا مضى ، | لو كانَ مَنعٌ أو شِفَا |
و الدهرُ من أخلاقهِ اسـ | ـتِرجاعُ ما قد سَلّفَا |