يا غزالَ الوادي بنفسي أنتا ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا غزالَ الوادي بنفسي أنتا ، | لا كما بتُّ ليلة َ الهجرِ بتا |
لم تدعني عيناكَ أنجو صحيحاً ، | مِنكَ، حتى حُسِبتُ فيمَن قَتَلتا |
يومَ يشكو طرفي إلى طرفك الحـ | ـبَّ، فأوحى إليه أن قد علِمتَا |
ليتَ شعري، أما قضى الله أن تذ | كرَ في الذاكرين لي منك وقتا |
قسمت في الهوى البخوتُ ، فيا بخـ | ـتيَ في حبها عدمتك بختا |
لا تلمني ، يا صاح ، في حبّ مكتو | مة ِ نفسي ، لها الفداءُ ، وأنتا |
كفّ عني ، فقد بليتُ وخلاّ | كَ بَلائي، يا عاذلي، فاستَرَحْتا |
أنْتَ من حبّها مُعافًى ، ولو قا | سيتَ من حبها الهوى لعذرتا |
فجزاك الإلهُ حقك عني ، | لم يُخفَّف عنّي بَلائي، وزِدتا |
هاكَ قلبي! قطّعه لَوماً، فإن أنْـ | سيته حبها ، فقد أحسنتا |
أيها القلبُ هل تُطيقُ اصطباراً، | طالما قد أطقتني ، فصبرتا |
إنه من هويتهُ واسعَ الحـ | ـبّ، كثيرَ القِلى كما قد عَرَفنا |
فاجتنِبه كما تَعُزُّ عليه، | كلّما زاد من لقائك هُنْتَا |
أوَما كنتَ قد نَزَغتَ عن الغـ | ـيّ، وسافرتَ في التّقى وَرَجَعتا؟ |
وبمَن قد بُلِيتَ، ليتَك، يا مِسـ | ـكينُ، أحببتَ واصلاً، أو ترَكنا |
و لقد بانَ أنهُ لكَ قالٍ ، | مخلفُ الوعدِ ، خائنٌ لو عقلتا |
أبداً منعمٌ يعلقُ وعداً ، | فإذا قلتَ : هاتهِ قال : حتى |
طالما كنتَ حائداً قبلَ هذا ، | عن حبالِ الهوى فكيفَ وقعتا |
ما أرى ، في الهوى ، لإبليسَ ذنباً ، | إنّ عيني قادت ، وأنت اتبعتا |
فَذُقِ الحبَّ قد نُهِيتَ، فخالَفـ | تَ ، ألستَ الذي عصيتَ ألستا |
ظبية ٌ فرغتْ خيالكَ منها ، | لم يدم عهدها ، كما قد عهدتا |
ولقد مَتّعَتكَ منْها بوصلٍ | زَمَناً ماضياً، وكانت، وكُنتا |
فاسلُ عنها ، فالآن وقتُ التسلي ، | قَطَعَت منك حبلَها، فانبتّا |