عتبتْ عليكَ مليحة ُ العتبِ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عتبتْ عليكَ مليحة ُ العتبِ ، | غضبى ، مهاجرة ً بلا ذنبِ |
قالت: أما تَنفَكُّ ذا أمَلٍ، | متنقلاً ، شرهاً على الحبِ |
كلاّ، وأيديهِنّ دامِيَة ٌ | في عقلها بمواقفِ الركبِ |
ما كان في زعمٍ هواكِ، ولا | أضمرتُ غيرَ هواكِ في قلبي |
قالت: عسى قولٌ يُمرِّضُه، | ما صحّ باطنه من العتبِ |
إنّ الزمانَ رمت حوادثه | هَدَفَ الشّبابِ بأسْهُمٍ شُهْبِ |
فبقيتُ مضنى في محبتها ، | مرَّ الوصالِ ، مكرهَ القربِ |
من بعدِ ما قد كنتُ أيّ فتى ً، | كقضيبِ بانٍ ناعمٍ رطبِ |
فإذا رأتني عينُ غانية ٍ ، | قالت لرائدِ لحظها : حسبي |
يا صاحِ! إنّ الدّهرَ صيّرَني | ما قد تَرى قِشراً على عضَبِ |
ما زالَ يُغري بي حوادثَه، | ويَزيدُني نَكباً عَلى نَكبِ |
حتى لأبقاني كما ترني | صمصامَة ً مفلُولة َ الغَربِ |
إني منَ القومِ الذينَ بهمْ | فخَرت قريشُ عَلى بَني كعبِ |
صبرٌ، إذا ما الدَّهرُ عضّهمُ، | وأكفُّهم خُضرٌ لَدَى الجَدبِ |
و لهم وراثة ُ كلّ مكرمة ٍ ، | وبهِم تُعَلّقُ دَعوة ُ الكَربِ |
و إذا الوغى كانت ضراغمة ً ، | وعلَت عَجاجَة ُ موقِفٍ صَعبِ |
لبسوا حصوناً من حديدهمُ ، | من ثارهمْ في موقفِ الحربِ |
و عدتْ ، إذا بلغتْ حفيظته ، | حلوِ الرضا في سلمه عذبْ |