كتمتكَ ليلاً بالجمومينَ ساهرا ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كتمتكَ ليلاً بالجمومينَ ساهرا ، | وهَمّينِ: هَمّاً مُستَكنّاً وظاهرَا |
أحاديثَ نَفسٍ تَشتَكي ما يَريبُها، | وَوِرْدُ هُمومٍ لم يَجِدْنَ مَصادِرَا |
تُكَلّفُني أنْ يَفعَلَ الدّهرُ هَمّها، | و هل وجدتْ قبلي على الدهرِ قادرا؟ |
ألَمْ تَرَ خَيرَ النّاسِ أصْبَحَ نَعْشُهُ | على فِتيَة ٍ، قد جاوَزَ الحَيَّ، سائِرَا |
و نحنُ لديهِ ، نسألُ اللهَ خلدهُ ، | يردّ لنا ملكاً ، وللأرضِ ، عامرا |
ونحنُ نُرَجّي الخلُدَ إن فازَ قِدحنُا، | و نرهبُ قدحَ الموتِ إن جاء قامرا |
لكَ الخيرُ إن وارتْ بك الأرضُ واحداً | و اصبحَ جدُّ الناسِ يظلعُ ، عاثرا |
وردتْ مطايا الراغبينَ ، وعريتْ | جيادكَ ، لا يحفي لها الدهرُ حافرا |
رأيتُكَ تَرعاني بعينٍ بَصيرَة ٍ، | وتَبعَثُ حُرّاساً عليّ ونَاظِرَا |
و ذلكَ منْ قولٍ أتاكَ أقولهُ ، | ومِنْ دَسّ أعدائي إليكَ المآبِرَا |
فآلَيتُ لا آتيكَ، إن جئتُ، مُجْرماً، | و لا أبتغي جاراً ، سواكَ ، مجاورا |
فأهْلي فِداءُ لامْرِىء ٍ، إنْ أتَيتُهُ | تَقَبّلَ مَعرُوفي، وسَدّ المَفاقِرَا |
سأكعمُ كلبي أن يربيكَ نبحهُ ، | وإن كنتُ أرعى مُسحَلانَ فحامرَا |
و حلتْ بيوتي في يفاعٍ ممنعٍ ، | تَخالُ به راعي الحَمولة ِ طائِرَا |
تزلّ الوعولُ العصمُ عن قذفاتهِ ، | وتُضحي ذُراهُ، بالسحابِ، كوافِرَا |
حِذاراً على أنْ لا تُنالَ مَقادَتي، | و لا نسوتي حتى يمتنَ حرائرا |
أقولُ ، وإن شطتْ بيَ الدارُ عنكمُ | غذا ما لقينا من معدٍ مسافرا : |
ألِكنْي إلى النّعمانِ حيثُ لَقيتَهُ، | فأهْدَى لهُ اللَّهُ الغُيوثَ البَواكِرَا |
و صصبحهُ فلجٌ ولا زالَ كعبهُ ، | على كلّ من عادى من الناس ، ظاهرا |
و ربَّ عليهِ اللهُ أحسنَ صنعهِ ، | وكانَ لهُ، على البَريّة ِ، ناصِرَا |
فألْفَيتُهُ يَومْاً يُبِيدُ عَدُوَّهُ، | وبَحْرَ عَطاءٍ، يَستَخِفّ المَعابِرَا |