لما تعدى حفظهُ أعيانها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لما تعدى حفظهُ أعيانها | حفظاً إلهياً إلى الجيرانِ |
فبنيتُ إسلامي عليها محكماً | أركانه فيحل من بنياني |
اللهُ كرمنا بدولة ِ أحمدٍ | كرماً يعم شرائعَ الإحسانِ |
شهدتْ بذلك نيتي وطويتي | وإن امترى في ذلك الثَّقَلان |
لما سرى سرّ الوجودِ بجودِه | في عالمِ الأرواحِ والأبدانِ |
شهدتْ حقائقه بأنَّ وجودَه | قدْ عمنا في الحكمِ والأعيانِ |
لما التفت بناظري لم أطلع | إلا إليهِ فإنهُ بعياني |
لو كان ثَم سواه كنت مُقسماً | بينَ الإلهِ وعالمِ الأكوانِ |
فانظرْ لما تحوي عليهِ قصيدتي | منْ كلِّ علمٍ قامَ عنْ برهانِ |
لوْ أنَّ رسطاليس أو أفلاطنا | في عصرنا لأقرَّ بالحرمانِ |
منْ عدلَ الميزانَ يعرفُ قولنا | ويقرُّ بالنقصانِ والخسران |
لا تُخْسِرُوا الميزانَ إنَّ عقولكم | دونَ الذي أعنيهِ في الرجحانِ |
إقرأ كتابَ اللهِ فاتحة َ الهدى | فجميعُ ما يحويهِ في العنوانِ |
إنَّ الإلهَ الحقَّ أعلمُ كونها | عين الصلاة وإنها قسمان |
لما قرأتُ كتابهُ في خلوة ٍ | معصومة من خاطرِ الشيطانِ |
عاينتُ فيه مَعالماً بدلائل | لا يمتري في صدقها اثنانِ |
لو أنَّ عبدَ الفكرِ يشهدُ قوانا | لم ينتطح في سرِّنا عَنزان |
لكنهم لما تعبد فكرُهم | ألبابَهم بعدوا عن الفُرقان |
إنْ تتق الله الذي يجعل لك | الفرقانَ بينَ الحقِّ والبهتانِ |
لو وفقوا ما لفقوا أقوالَ من | لعبوا بهم كتلاعبِ الوِلدان |
والكلُّ في التحقيقِ أمرٌ واحدٌ | في أصله بالنص والبرهان |
نطقتْ بذلك ألسنٌ معلومة | بإصابة ِ التحقيق في التبيان |
لو أنهم شهدوا الذي أشهدته | ما قام في ألبابهم حكمان |
لعبتْ بهم أهواؤهم فهمُ لها | عند اللبيبِ كسائرِ الحيوان |
إنَّ النجاة َ لمن يقلِّد ربّه | فيما أتاهُ بهِ وهمْ صنفانِ |
صنفٌ يراهُ شهودُ عينِ دائماً | أو في حجابٍ عنه وهو الثاني |