ولما رأيتُ الأمر يعلو ويسفل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ولما رأيتُ الأمر يعلو ويسفل | ويقضي به الحقُّ المبين ويفصلُ |
تصرفهُ الأهواءُ أني توجهتَ | فيقضي به ريحُ جنوبٍ وشمأل |
تنبهَ قلبي عندَ ذاكَ عناية ً | من الله جاءته وقد كان يعقل |
فواللهِ لولا أنَّ في الصدقِ ثلمة ً | لما كان قلبُ العبدِ يسهو ويغفل |
وقلتُ لقلبي ما دعاكَ لما أرى | فلم أدر إلا أنها تتأوّل |
بحثت عن أصل الأمرِ ما أصل كونه | فلاحَ لنا في ذلك البحثِ فيصل |
فأعلم أنَّ الحكم للعلمِ تابعٌ | كما هو للمعلومِ والأمر يجهلُ |
ولما رأيتُ الحقَّ فيما ذكرته | علمت بأن الأمر جبر مفصل |
وأن إله الخلقِ بالخلقِ يفصلُ | وبالخلقِ أيضاً بالمكاره يعدل |
فمنْ لامَ غيرَ النفسِ قدْ جارَ واعتدى | ومن لامها فهو الشهيد المعدّل |
ولما رأيتُ الحق للخلقِ تابعا | تساوى لديَّ الخوفُ والأمنُ فاعلموا |
على كشفِ هذا واعملوا بمنارهِ | فإن به تسمو الذواتُ وتكمل |