الحمدُ للهِ جلَّ اللهُ منْ خالقٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
الحمدُ للهِ جلَّ اللهُ منْ خالقٍ | وهوَ العليمُ بنا الفاتِقُ الراتقْ |
قدْ ضمَّ شملي بهِ إذْ كنتُ في عدمٍ | لا علمَ عندي بمخلوقٍ ولا خالقْ |
حتى إذا برزتْ بالكونِ أعيننا | علمت بالكونِ قطعاً أنه الخالق |
وأنهُ واحدٌ لا شريكَ لهُ | إلا القبولُ فأنى فيهِ بالصادقْ |
والله لو علموا ما قلته سجدوا | لكلِّ ذي نظرٍ في علمهِ فائقْ |
سرابٌ مجلاه في إنسان ناظرهم | ماء يموِّجه أنواره غارق |
سرابُ أحبابه على اختلافهمُ | في الحب فيه شرابٌ صفوهُ رائق |
شِربٌ إذا نادموه في مجالسهم | بما تلاهُ عليهمْ كلهم ناطقْ |
لا ينظرون إلى غير فيحجبهم | ويحذرون لديه فجأة الغاسق |
وكلهم في جمالِ اللهِ حينَ بدا | للناظرين إليه الهائمُ العاشق |
لو حققوا ما رأوه لم يروه سوى | لهمْ ولكنهمْ أعماهمُ الطارقْ |
وكادهم فنفوا عنه نفوسهمُ | وهكذا جاءَهم في سورة ِ الطارقْ |
إنَّ الذي فلق الإصباح قال لنا | بأنه للنوى والحبِّ بالفالق |
أين الصباحُ وأين الحب فاعتبروا | فشمسُ إعلامه في شرقه شارق |
إنَّ الصباحُ من أجلِ العينِ أبرزهُ | والحبُّ للروحِ فانظر حالة َ الفارقْ |
فالحبُّ أشرفُ منْ عينِ الصباحِ فكنْ | بما أتيتَ به لفهمك الواثق |
لذاكَ قدمهُ على الصباحِ فإنْ | تعدلْ بهِ فلقاً فلستَ بالصادقْ |
إنَّ الصباحَ قديمٌ للنوى وكذا | للحبِّ وهو لهذا الهائم الرامق |
روحٌ تولدَ عن حبٍّ تولدَ عنْ | نورٍ تولدَ عنْ عناية ِ الرازقْ |
الله يخلفه والله يخلفه | لذا هوَ الدهرُ من أسمائِهِ الفائق |
إنْ لم أكن سابقا في كلِّ ما نطقتْ | به التراجمُ كنت المقتفي اللاحق |
إني لأقذفُ بالحقِّ المبينِ على | ما كانَ منْ باطلٍ ليمسي الزاهقْ |