ألقى الهوى في القلبِ ما ألقى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألقى الهوى في القلبِ ما ألقى | فلا تسلْ عن كنهِ ما ألقى |
لقيتُ منه الجهد في لذة | لأنني عبدٌ له حقا |
أضلنا اللهُ على علمنا | به فما أعذبَ ما نلقى |
تعبدَ القلبُ هواهُ فما | ينفكُ قلبي للهوى رقا |
رقيتُ للحبِّ إلى راحة ٍ | ملذوذة غيري بها يشقى |
لما درى بأنني عبدهُ | قضى بضربي الغربَ والشرقا |
قدْ دبت فيما حازَ منْ رقة ٍ | ومنْ جمالٍ والهوى عشقا |
والله لو أنَّ الذي عندنا | منهُ بأقوى جبلٍ شقا |
قد رقَّ لي الشامت مما يرى | وحسبكم من شامِتٍ رقا |
ما إنْ رأينا في الهوى عاذلاً | إلا ولا بُدَّ له يلقى |
مثلَ الذي يلقاهُ ذو لوعة ٍ | وهوَ الذي سميَ بالأشقى |
كما الذي قدِ اتقى نفسهُ | وربُّهُ سماهُ بالأتقى |
فاشربهُ مراً ولذيذاً فما | بكاسٍ غير الحبِّ ما تسقى |
ألا ترى موسى وما موله | أعطاهُ ما أملَ والصعقا |
فكانَ موسى صادقاً في الذي | قد جاء يبغيه به صِدقا |
فعندما ردَّ إلى حسهِ | تاب َووفى العهدَ واستبقى |
وكلما كانَ له بعد ذا | مما رأى منْ ربهِ وفقا |
أثمر فيه ذاك من ربه | في ليلة الإسرا بنا رفقا |
وعاين الروحَ وقد جاءه | إذ سدَّ بالأجنحة الأفقا |
يخبره أن السماءَ التي | ترى وأرضاً كانتا رتقا |
فحكمُ الفصلِ بها والقضا | فصيراها حكمة فتقا |
لا يشربُ الخالصَ عبدٌ هنا | من كلِّ ما يشرب إذ يُسقى |
منْ كانَ أمشاجاً منْ أخلاطِهِ | فكيفَ لا يشربهُ ريقا |
منْ يبتغي العصمة َ في حالة ٍ | دائمة يستلزم الصدقا |
والصدقُ لا شكَّ ما ترى | أنزلهُ اللهُ لنا رزقا |
فيأخذ العبدُ على قدره | منهُ كمثلِ الرزقِ لا فرقا |
ما إنْ رأينا في الهوى حاكماً | أبقى ولا أتقى ولا أنقى |
مثلَ الذي يعرفُ مقدارَهُ | فإنهُ قدْ حازهُ سبقا |
العلمُ يستعملُ أصحابهُ | لا بدَّ منهُ فالزم الحقا |
فإنّ قوماً لم يقولوا بذا | لجهلهمْ بالعلمِ أو فسقا |