أعرض عن الخير ما استطعتا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أعرض عن الخير ما استطعتا | فالخيرُ يأتيكَ إن أطعتا |
لبَّاكَ ربُّ العبادِ لما | دعوتَ بالصدقِ لو سمعتا |
وقال يا عبدُ كُنْ حفيظاً | لكلِّ ما أنت قد جمعتا |
واصدعْ بأمرِ الإلهِ تبصرْ | نتيجة الصدقِ إنْ صدعتا |
وانزعْ لهُ رتبة َ المعالي | يحمَدْ مسعاكَ إنْ نزعتا |
واكرع إذا ما وردتَ حوضا | فالريُّ مضمونٌ إنْ كرعتا |
لا تطمعنْ إنْ رأيتَ ربحاً | فالخسرُ يأتيكَ إنْ طمعتا |
إنْ قلت في حكمة بأمر | مستحسنٍ أنتَ قدْ شرعتا |
فلا تكن ذا هوى ورأي | ولا تقس جهد ما استطعتا |
ولا تقلِّد ولا تعلل | إنْ أنت من أرسل ابتعتا |
إنْ كنتَ عيسى وكنت تشفى | إليه من فوركم رفعتا |
أو كنتَ عيسى وكنتَ تحيـي | ميتَ أجداثِه وضعتا |
أو كنتَ عيناً لكلِّ كونٍ | وفته رحمته برعتا |
قد كنتَ للطبعِ في سفال | تحصد فيه الذي زرعتا |
حتى إذا ما انتهيتَ فيه | رفعك الله فارتفعتا |
تحشر في عينِ كلِّ كونٍ | تنظرُ فيهِ الذي صنعتا |
منْ كلِّ خيرٍ وكلِّ شرٍّ | علمت فيه لما جمعتا |
لله حبلٌ فصِلْه تصعدْ | فإنْ تكنْ حبلهُ قطعتا |
شقيتَ فانظرْ بأيِّ أرضٍ | يكون مثواكَ إنْ وقعتا |
إنَّ لكَ الخيرَ منهُ حتماً | إنْ أنتَ في حقهِ انتجعتا |
أو كنت ذا فتنة ٍ بولدٍ | أصبحت فيه وقد فجعتا |
بالصوم أو كنت فيه جعتا | |
أصبتَ خيراً بكلِّ وجهٍ | وتهتَ تيهاً بهِ وضعتا |
ما كلُّ وقتٍ يكون فرداً | يخلعُ عنكَ الذي خلعتا |
أو يمنعُ الله عنكَ أمرا | قد كنتَ من قبله منعتا |
ما الشان أن تشتري نفوسَ | بيعَ فضولٍ فما انتزعتا |
منْ ملكهِ ما شريتُ منهُ | حتى اشتراه وما ارتجعتا |
ضاقتْ سماءُ الإلهِ عنهُ | وأنت ربُّ العلى وسعتا |
من غير كيفٍ ولا احتيالٍ | لوْ لمْ يرَ ذاكَ ما استعتا |
وسعتنا رحمة ً وعلماً | إذ لكَ يا ربنا اصطنعتا |
يستفهمُ اللهُ كلَّ عبدٍ | في علمهِ منهُ هل شبعتا ؟ |
فقلْ لهُ : ربِّ إنَّ جوعي | ما ينقضي للذي شرعتا |
من كنت فيه أو كنت منه | أو كنته عنك ما رجعتا |
فلا تقلْ للذي أتاني | من عندكم رحمة قنعتا |
إنْ غبتَ في الغربِ عنهُ شمساً | عليه من شرقه طلعتا |
إنْ أنتَ جاهدتَ لا تبالي | بأيّ جنبٍ فيه صرعتا |
قد كنتَ عبداً فصرتَ ملكاً | لذاكَ واللهِ ما انتفعتا |
إنْ كان هو أنت لا تكنه | واحذر من القرعِ إنْ قرعتا |
فإن دعاك الرسولُ يوماً | فافزع إليه إذا فزعتا |
وحاذر الأمر من قريبٍ | تسعد فيه إذا جزعتا |
يعلو بكَ النهرُ في انحدارٍ | لو جرعة منه قد جرعتا |
وإنْ دعا للوصالِ يوماً | فأنتَ واللهِ ما انقطعتا |
المكر من شيمة ِ الموالي | لا تنخدع فيه إن خدعتا |
تقبضْ عندَ الرحيلِ حتماً | على الذي فيه قد طبعتا |
من أعجبِ الأمرِ أنَّ قولا | تجابُ فيهِ وما سمعتا |
لأنه لم يكن كلامٌ | عنكَ ولا عنهمُ انقطعتا |
انظر إلى قوله تعالى | في أ÷لِ كهفِ لو اطلعتا |
ملئت رعباً فازددت بُعداً | ومع هذا فما اندفعتا |
يا أشجعَ الناسِ في نزالٍ | أنتَ بتثبيته شجعتا |
قد جعلَ الله يا حبيبي | بيدكَ الخيرَ إنْ قنعتا |