لولا لبانة موسى النور ما انقلبا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لولا لبانة موسى النور ما انقلبا | نارا وما أحرقت نبتاً وما التهبا |
فاحذر فديتك إنّ الأمر ذو خدع | يريكَ مضطجعاً من كانَ منتصبا |
لقدْ تحرَّكَ للرائينَ في صورٍ | شتى وما صدق الرائي وما كذبا |
كقولهِ ما رمى منْ قدْ رمى ومضى | في أفقه طالعاً لقطاً وما غربا |
وظلَّ يطلبُه في كلِّ شارقة ٍ | بيضاءَ من حرقٍ عليهِ ملتهبا |
ليسَ التعجبُ من خيرٍ نعمتَ بهِ | لكنه من عذابٍ فيه قد عذبا |
إنَّ المعارفَ أنوارٌ مخبرَة ٌ | من عنده تُخرقُ الأستارُ والحُجُبا |
إنَّ اللبيبَ كذي القرنين شيمتُهُ | ما ينقضي سببٌ إلا ابتغى سببا |
إذا انتهى حكمُهُ في نفسِ صاحبِهِ | يريكَ في كونِهِ من أمرهِ عجبا |
فتبصرُ الفضة َ البيضاءَ خالصة ً | عادتْ بصنعتهِ المثلى لنا ذهبا |
كما يصيرُ عينَ الشمسِ في نظري | من أيمن الطورِ في وادٍ به لهبا |
لقدْ تحوَّلَ لي منْ عينِ صورتِهِ | بغيرِ صورتِهِ فيما بهِ ذهبا |
فكنتُ أطلبُهُ والعينُ تشهدُهُ | ولستُ أعرفه لما به احتجبا |
فقلتُ هذا أنا فقالَ ها أنا ذا | فقلتُ منْ قالَ لي لا تتركِ الطَّبا |
والله لو نظرتْ عيناك من نظرتْ | لما رأتْ غيرنا فلتلزمِ الأدبا |
ولستَ تنظره إلا بنا فعسى | تقولُ حالَ عليهِ النومُ قدْ غلبا |
حديثُ نفسي بنفسي والحديث أنا | كالفردِ يضربهُ فيهِ الذي ضربا |
فلا تضاعفهُ ولا تعدِّدهُ | لأنه عينُه أكرم به نسبا |