لمّا رأيتُ منازلَ الجوزاء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لمّا رأيتُ منازلَ الجوزاء | خفيتْ عليَّ حقائقُ الأنباءِ |
وعلمتُ أنَّ اللهَ يحجُبُ عبدَه | عن ذاتِه لتحقق الأنساء |
إنّ الدّليلَ مقابلُ مدلولهِ | حكم التقابلِ بنفسه الإنشاء |
انظر إلى أسمائه الحسنى تجد | أعياننا من حضرة ِ الأسماء |
فإذا بدا بالوجه أظهرَ كوننا | بالنسخة ِ المشهودة ِ الغرَّاءِ |
زلنا عنِ الأمثالِ لا بلْ ضربَها | للهِ إذْ كنا منَ الجهلاءِ |
أين الذراعُ وهقعة ٌ وتحية ٌ | من فرضٍ قدرِ فوقهم متنائي |
في أطلس ما فيه نجمٌ ثابتٌ | يبدو يشاهد نوره للرائي |
ولهُ الرطوبة ُ والحرارة ُ إذْ له | طبعُ الحياة ِ وسرُّه في الماءِ |
عصرُ الشبابِ لهُ وليسَ لكونِه | في الرتبة ِ العلياءِ برجُ هواءِ |
والدالي والميزانُ أمثالٌ له | فالحكمُ مختلفٌ بغيرِ مِراء |
حكمُ المنازلِ قدْ تخالفَ طبعهُ | كيفَ الشفاءُ وفيه عينُ الداءَ |
حارَ المكاشفُ في الدجى خيالَه | مثل المفكر إذ هما بسواء |
الأمرُ أعظمُ أنْ يحاطَ بكنههِ | ومعَ النزاهة ِ جاءَ بالأنواءِ |
حِرنا وحارَ العقلُ في تحصيلهِ | إذ ليس منحصراً على استيفاء |
لولا ثبوتُ المنعِ قلتُ بجودهِ | المنعُ يذهبُ رتبة َ الكرماءِ |
لا تفرحنَّ بما ترى من شَاهدٍ | يبدو لعينكِ عندَ كشفِ غطاءِ |
من شأنهِ المكرُ الذي قدْ قاله | في محكمِ الآياتِ والأنباء |
القصد في علمِ الأمور كما جَرَتْ | ما القصد في حَمَل ولا جَوزاءِ |
إنّ الطبيعة َ كالعروسِ إذ انجلتْ | والبعلُ من تدريه بالإيماء |
عنها تولدتِ الجسومُ بأسرها | وتعاقبَ الإصباحُ والإمساء |
فهي الأميمة للكثيفِ وروحُه | وهو لها للنشئِ كالأبناءِ |
وهم الشقائقُ يُنسَبون إليهما | بالفعلِ لا بالتحامِ النائي |
من دانَ بالإحصاءِ دانَ بكلِّ ما | دلتْ عليه حقائقُ الإحصاءِ |
لا تلق ألواحاً تضمن رحمته | وادفع بهن شماتة الأعداء |
واسلك بنا النهجَ القويمَ ملبياً | صوتَ المنادى عند كلِّ نداء |
هو حاجب البابِ الذي خضعتْ له | غلبُ الرقابِ وآمرُ الأمراء |