قولا لمعتقلِ الرُّمحِ الرُّدَينيِّ
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
قولا لمعتقلِ الرُّمحِ الرُّدَينيِّ | والُمْرتَدي بالرّداءِ الهِنُدُوانيِّ |
ضعِ السِّلاح فهل حدّثتَ عن رشإٍ | في مشرفيٍّ صقيلٍ أو ردينيّ |
ما حالُ جِسْمٍ تحمّلْتَ السلاحَ بهِ | وأنتَ تَضْعُفُ عن حمل القُباطيّ |
لأعرفنَّ الأديمَ السّابريَّ إذا | ما راحَ في سابريّ النَّسجِ ماذيّ |
هيهاتَ من دونهِ خَلعُ النفوس وتكـ | ذيبُ الظُّنون وتضليلُ الأمانيّ |
هَبْني اجْتَرَأتُ عليه حينَ غِرَّتِهِ | في العبقريّ أو العصبِ اليمانيّ |
فمن لمثلي به الدرعِ سابِغَة ٍ | تموجُ فوقَ القباءِ الخسروانيّ |
إذاً أفِرُّ ويُخْزي الأزْدَ شاعِرُهَا | فلا تَظُنِّ الجُلَندَى كلَّ أزديّ |
و لستُ من ظلمهِ أخشى بوادرهُ | قُربّ وِتْرٍ لديهِ غير مَنسيّ |
وأرْضَعَتْهُ وأُسْدُ الغِيلِ تَكفُلُهُ | و القلبُ يدلي بعذرٍ فيه عذريّ |
إذا تَثنّى تَثَنّتْ سّمهَرِيتُهُ | فاعجبْ لما شئتَ من خوطٍ وخطّيّ |
من أهْلِ بَهرامَ جُورٍ في مناسِبِهِ | ما شئتَ من فارسيٍّ نوبهاريّ |
أوفى فماسَ على غُصْنٍ وماجَ على | دعصٍ وقامَ على أنبوبِ برديّ |
مَن ليسَ يَرفُلُ إلاّ في سَوابِغِهِ | من تبّعيٍّ مفاضٍ أو سلوقيّ |
لَيثُ الكَتيبَة ِ والأبصارُ تَرمُقهُ | و بيضة ُ الخدرِ في الليلِ الدجوجيّ |
و لا يحدِّثُ إلاّ عن سوابقهِ | مِن أعوَجّيٍ جَوادٍ أو صَريحيّ |
أو ذي كعوبٍ من المرّان معتدلٍ | أو ذي فرندٍ من القضبان حاريّ |
والأرضُ في رَجوفٌ غيرُ ساكِنة ٍ | و صولجانٍ وشاهينٍ وبازيّ |
فلو تَراهُ غَدا بالصّقْرِ أشْبهَ مِنْ | جوانحي بقطاً في الجَوّ كُدْريّ |
ثَقِفتُ منهُ أديباً شاعراً لَسِناً | شتّى الأعاريضِ محذورَ الأحاجيّ |
وكالسَّنانِ الذي يهتَزُّ قي يَدِهِ | و مثلَ أجدلهِ الصّقرِ القطاميّ |
مُستَطلعاً لجَوابي من بديهتِهِ | فما يجاوبهُ مثلُ النَّواسيّ |
منَ لا يفاخرُ بالطائيّ في زمنٍ | ولا الخُزاعيّ في عصرِ الخُزاعيّ |
و لا الفرزدقِ أيضاً والفخارُ لهُ | ولا جَريرٍ ولا الرّاعي النُّمَيْريّ |
لكنْ بعَلقَمَة َ الفَحلِ الذي زعموا | في الشعر أو بامرىء القيس المُراري |
و لا ينازلُ لا بابنِ الحبابِ ولا | جذلِ الطّعان ولا عمرو الزُّبيديّ |
لكن بفارس شيبانَ الذي سجدتْ | إليه فرسانُ عتّابٍ ودعميّ |
قريبُ عهْدٍ بأعرابِ الجَزيرة ِ لم | على قُراسِيَة ٍ بالفارِ مَطْلِيّ |
مَن ليس يألَفُ إلاّ ظِلّ خافقَة ٍ | أو سراجَ سابقة ٍ أو رحلَ عيديّ |
لا يشرحُ القومُ وحشيَّ الغريب لهُ | ولا يُساءلُ عن تلكَ الأحاجيّ |
بما يؤنبُ فرسانَ الدِّيار ترى | عليهِ سِيما ذكيِّ القلبِ حُوشيّ |
مستوحِشٌ عِزّة ً مستأنِسٌ كَرَماً | تلقاهُ ما بينَ وحشيٍّ وإنسيّ |
أرَقُّ من صَفحة ِ الماء المَعينِ وإنْ | خاطبتَ خاطبتَ قحّاً فوقَ مهريّ |
و كانَ غيرَ عجيبٍ أنْ يجيءَ لهُ | المعنى العِراقيّ في اللفظِ الحجازيّ |
وقدْ تلاقتْ عليهِ كلُّ منجبة ٍ | ومنجبٍ فهو لا يعزى إلى سيّ |
و استأثرتْ عربيّاتُ الخيامِ بهِ | ولمْ يؤكَّلْ إلى أيدي السّراريّ |
فشبّ إذ شبّ كالخطّيِّ معتدلاً | وجاء إذ جاء كالصّقرِ القُطاميّ |
للهِ منْ علويِّ الرّأي منتسبٍ | إلى العُلى وائليِّ الأصْلِ مُرِّيّ |
شيعيُّ أملاكِ بكرٍ إنْ همُ انتسبوا | ولستَ تَلقَى أديباً غيرَ شيعيّ |
مَن أصْلحَ المغربِ الأقصَى بلا أدبٍ | غيرِ التشيُّعِ والدّين الحنيفيّ |
لمْ يجهل القومُ إذ ولّوكَ ثغرهمُ | لِما تأشّبَ منه كلُّ حُوذيّ |
قد تركْنَ عِداهم فيه مِن حَذَرٍ | تَخْلُو فما تتَنَاجى َ بالأمانيّ |
فهمْ أولئكَ ما همّوا بمعصية ٍ | ومنْ يهمُّ بأمرٍ غيرِ مأتي |
أبقيتَ منهمْ وقدْ رأوّوا أسنّتهم | بجائشاتٍ كأفواهِ البخاتيّ |
وقد دُعيتَ إلى الهيجا فجِئتَ كما | جؤجئتِ الشَّولُ بالفحلِ الغريريّ |
كأنّما حَلَقاتُ الدرْعِ يوْمِئذٍ | على قراسية ٍ بالقارِ مطليّ |
أقبَلْتَهم زَجِلَ الأصواتِ ذا لَجَبٍ | فيه القُنوسُ كبيَضاتِ الأداحيّ |
و الهضبُ أشمخُ من همّاتِ أنفسهم | و القومُ أمنعُ من عصمِ الأراويّ |
حتى غدوا من طريدٍ في الشعابِ ومن | مضرَّجٍ بدمٍ وردِ الأساريّ |
ومنْ أُسارى على الأقتابِ خاشعة ٍ | تزفُّ بينَ المنايا والأمانيِّ |
كأنّ أيديَها والقِدُّ يَكعَمُها | في كلّ هاجِرَة ٍ أيدي الحَرابيّ |
تَعَسّفُوا البِيدَ مُلتَفّاً بأسوُقهِمْ | مِثلُ الأساوِدِ في سَجعْ القُماريّ |
إذ يتّقونَ حرورَ الشمس عن مقلٍ | مغرورقاتُ المآقي والأناسيّ |
تسطو الرّجالُ بهم من بعدما نظَرُوا | إلى المنابرُ خزراً والكراسيّ |
أولى لهمْ ثمَّ أولى من أخٍ ثقة ٍ | راضٍ عن اللهُ زاكي السعي مرضيّ |
رامٍ بسهمينِ مبريٍّ يسدّدهُ | وصائبٍ عَلَوِيٍّ غيرِ مَبرِيّ |
فلا تسلْ عنْ معاديهِ فحسبكَ من | مُقَرطَسٍ بسِهامِ اللهِ مَرميّ |
جَرَى القضاءُ بما ينْوي فلا تَعَبٌ | إنّ القضاءَ عِنانٌ غيرُ مَثْنيّ |
وبادَرَ الحَزْمَ حتى قامَ هاجِسُهُ | يقضي لهُ بحثَ أمرٍ غيرِ مقضيّ |
يُصرّفُ الدّهْرَ يَنْهَاهُ ويأمُرُه | فدهرهُ بينَ مأمورٍ ومنهيّ |
و ليسَ تلقاهُ من دونِ القلوبِ ولا | الغيوب إلاّ سيورٌ كالعراقيّ |
طَبٌّ أرِيبٌ بأيّامِ الحروب زعيـ | ـمٌ بالخطُوب عليمٌ بالمآتيِّ |
ركنٌ لعمركَ من أركانِ دولتهم | وعروة ٌ من عرى الدّين الحنيفيّ |
كل السيوفِ اللواتي جُرّدتْ كذبٌ | وهو المجرِّدُ للسيفِ الحقيقيّ |
للهِ ما تنتضي من ذي الفقارِ وما | تشدُّ من عضدِ الرّأي الإماميّ |
لمْ يجهلوا ما تلاقي في التشيّعِ من | تحريضِ شارية ٍ أو بأسِ شاريّ |
وما تُذلِّلُ من أهلِ العِنادِ لهُمْ | وما تُداري من الدين الإباضيّ |
وما تكابدُ من تلكَ الغمارِ وما | تخوضُ بالسيفِ من تلك الأواذيّ |
كوفئتَ عن ذلكَ الثغرِ المخوفِ فقدْ | تركتهُ بالعوالي جدَّ مكفيّ |
جَوٌّ وجدتَ رُبَاهُ غيرَ مُكْلأة ٍ | لرائِدٍ وحِماهُ غيرَ مَحْميّ |
و النّاسُ فيهِ سوامٌ غيرُ مرعيّ | |
فما استمدّوا بسيفٍ غيرِ منصلتٍ | ولا استمدّوا بعزمٍ غيرمأتيّ |
أحيَيْتَ فيه مَواتاً غيرَ ذي رَمَقٍ | وشِدْتَ فيه خَراباً غيرَ مَبْنِيّ |
وفّرْتَ أموالَه إذ ضِعنَ فاجتُبِيَتْ | منها القناطيرُ من بعدِ الأواقيّ |
وصُنْتَ إلى ما لم تَصُنْه يَدٌ | سِواكَ من كلّ راعٍ ثَمّ مَرعى ّ |
من بعدِ ما دُكَّ سورٌ غيرُ مُمتنِعٍ | منه وضاعَ خَراجٌ غيرُ مَجْبيّ |
مَن يَصْطَلي حَرَّ نارٍ أنتَ موقِدُها | وهي الحرورُ على الشعبِ الحروريّ |
أمْ مَنْ يُذِلُّ عَماليقاً تُذِلُّهمُ | إنّ الأجادلَ تَسْمو للكَراكيّ |
بأيّ يومِ وغى ً أثني عليك وقد | أثنتْ عليك المذاكي في الأواري |
وقد ركزْتَ القَنا بينَ السحاب وقد | أنزلتَ قرنكَ من بينِ الدراريّ |
يَفْديكَ جَهْمُ المُحيّا يومَ سائلهِ | يَلقى الملامَ بعِرضٍ غيرِ مَفْدِيّ |
من كلّ خاملِ نفسٍ غيرِ طاهرة ٍ | منهم ولابسِ عرضٍ غيرِ قوهيّ |
لا يَفْقِدَنّكَ ذو سمْعٍ وذو بصَرٍ | فأنتَ أكرمُ مسموعٍ ومرئيّ |
تغضي عن الذنبِ أحياناً فتحتسبني | أشُكُّ في أحنَفِ الحِلْمِ التميميّ |
ما كنتُ أعلمُ أنّ الدّهر يزلفُ لي | بحاتمٍ في اللَّيالي غير طائيّ |
إذا بَنو مُرّة ٍ صَلّوا عليْكَ فلا | صلّتْ إيادٌ على كعبِ الإياديّ |
لكَ المكارمُ مضروباً سرادقها | وبيْتُ شَيبانَ مَشدودَ الأواخيّ |
ولم أقِسْكَ بشيبانٍ وما جَمَعَتْ | لكنّما أنتَ عندي كلُّ ربعيّ |
لا بل ربيعة ُ والأحلافُ من مضَرٍ | بل أنتَ كلُّ تهاميٍّ ونجدّيّ |
بل شسعُ نعلكَ عدنانٌ وما ولدتْ | بل أنتَ وحدكَ عندي كلُّ إنسيّ |