متهلِّلٌ والبدرُ فوقَ جبينهِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
متهلِّلٌ والبدرُ فوقَ جبينهِ | يلقاكَ بشرُ سماحهِ من دونهِ |
و الدّينُ والدُّنيا جميعاً والنَّدى | و البأسُ طوعُ شمالهِ ويمينهِ |
كالمشرفيّ العضبِ شاعَ فرندهُ | وجَلَتْ مضارِبَهُ أكُفُّ قُيونِه |
جذلانُ فالآدابُ في حركاتهِ | والحِلمُ في إطراقِهِ وسُكونهِ |
بادي الرّضا وحَذارِ منه مُعاوِداً | غضباً يريكَ الموتَ بين جفونهِ |
ومُصَمِّمٌ لو يَنتحي بلِوائِهِ | رَيْبَ المَنونِ لكان رَيبَ مَنونه |
لِينٌ تساسُ بهِ الخُطوبُ وشِدّة ٌ | والنّصْلُ شدّة ُ بأسه في لِينه |
و مقاربٌ فيما يرومُ مباعدٌ | أعيا لبيبَ القومِ جمُّ فنونهِ |
يجلو لهُ الغيبَ المستَّرَ هاجسٌ | ثَقِفُ النّباهَة ِ ظَنُّهُ كيَقينه |
حلوُ الشمائل ما اكتفينَ براعة ً | بالحُسنِ حتى زِدْنَ في تحسِينِه |
فإذا اشرأبّ إلى القصيدِ فدرُّهُ | مكنونُ درٍّ ليس من مكنونهِ |
غيْثُ العُفاة ِ تَلُوذُ منه وُفودُهمْ | بأخي السّماحِ وخلّهِ وخدينه |
لو يستطيعُ هدى الرّكابَ لقصدها | وأنارَ ليلَ الرَّكبِ ضوءُ جبينِه |
لا يَندُبُ الآمالَ آمِلُهُ ولم | تَحْلَكْ لِنائبة ٍ وجوهُ ظنونه |
عزّ النَّدى بك والرّجاءُ وأهلهُ | و أهنتَ وفركَ فاستعاذَ لهونه |
لِتَدُمْ خُلوداً وليعدُمْ لكَ جَعفرٌ | في عِزّ سُؤدَدِهِ وفي تمكينهِ |
لا يَبْعَدَنْ بادي الصّبابة ِ مُغْرَمٌ | حنّتْ كواكبُ ليلهِ لحنينه |
يَرعاكَ والأرضَ الأريضَة ُ دونَهُ | من بيدهِ وسهولهِ وحزونه |
بهجٌ بتأييدِ الإلهِ ونصرهِ | صبٌّ إليكَ مولَّعٌ بشجونه |
ملكٌ أعزَّ يلاثُ ثنيُ نجادهِ | بجديرهِ في يعربٍ وقمينهِ |
بهزبرِ هذا النّاس وابنِ هزبرهم | وأمينِ هذا الملم وابنِ أمينِه |
تلقاهُ بالإقدام مدّرعاً فمنْ | مسرودِ ماذِيٍّ ومن مَوضونِه |
سائلْ ولاة َ النَّكثِ كيف قفولهُ | عنهم وكيفَ إيابُ أُسْدِ عَرينه |
يَسري له لجِبٌ كأنّ زُهَاءهُ | آذِيُّ بحْرٍ يَرتَمي بسفِينِهِ |
أنحَى لهمْ خَطّيَّهُ فتَهافَتَتْ | مُهَجاتُهُمْ تَستَنُّ من مَسنونه |
و ابتزّ ما لهمُ وملكهمُ وقدْ | لحظتْهُ خُزْراً كالِئاتُ عُيونهِ |
يا ربّ بكرٍ من ليالي حربهِ | فيهم يعَدُّ مِثالُها من عُونه |
غَزْوٌ رَمَى صُمَّ الجِبالِ بعزمِهِ | حتى ألانَ متونها بمتونهِ |
يا أيّها المُوفي بغُرّة ِ ماجِدٍ | تَسري بغِبَّ السّعدِ غبَّ دُجونه |
أوسعتَ عبدك من أيادٍ شكرها | حظّانِ من دنيا الشَّكور ودينه |
في حين لم يَعدِلْ نَداكَ ندَى يدٍ | لكِنْ صَبير المُزْنِ جاء لحِينه |
من وبلهِ وسكوبهِ وملثّهِ | وسَفُوحِهِ ودَلوحِهِ وهَتونه |
لم يشْفِ جَهْدُ القولِ منْهُ وإنّني | رَهْنٌ بهِ وكفيلُهُ كرهِينِهِ |
حزتَ الكمالَ ففيكَ معنى ً مشكلٌ | يَنْبو بيانُ القوْلِ عن تَبيينه |
أقسمتُ بالبيتِ العتيقِ وما حوتْ | بطحاؤهُ من حجرهِ وحجونه |
ما ذاكَ إلاّ أنَّ كونَكَ ناشِئاً | سببٌ لهذا الخلقِ في تكوينهِ |