قف بالمنازل ان شجتك ربوعها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قف بالمنازل ان شجتك ربوعها | فلعل عينك يستهلُّ دموعها |
واسأَلْ عن الأَظْعانِ أينَ سَرتْ بها | آباؤها ومتَى يكونُ رجُوعُها |
دارٌ لعبلة َ شطَّ عنْك مزارُها | ونأْتْ ففارَقَ مُقْلتيك هُجوعُها |
فسقَتْكِ يا أرضَ الشَّرِبَّة ِ مُزْنة ٌ | منهلة ٌ يروى ثراك هجوعها |
وكَسا الرَّبيعُ رُباكِ في أزهاره | حللاً إذا ما الأرضُ فاح ربيعها |
كم ليلة عانقتُ فيها غادة | وَلمن صَحِبنا خيْلُها وَدرُوعُها |
شمسٌ إذا طلعت سجدتُ جلالة | لجمالها وجلا الظلام طلوعها |
يا عَبلَ! لاَ تَخْشَيْ عليَّ منَ العِدى | يوْماً إذا اجْتَمَعت عليَّ جمُوعها |
إنَّ المَنيَّة ، يا عُبيلة ُ، دَوْحَة ٌ | وأنا وَرُمحي أصلُها وفُروعها |
وغداً يمرُّ على الأعاجم من يدى | كأسٌ أمرُّ منَ السُّموم نقيعها |
وأذيقها طعناً تذلُّ لوقعهِ | ساداتُها وَيَشيبُ منْه رَضيعُها |
وإذا جيوشُ الكسروى ِّ تبادرتْ | نحْوي وأَبدَتْ ما تكُنُّ ضلُوعُها |
قاتَلتُها حَتّى تَمَلَّ وَيَشتَكي | كُرَبَ الغُبارِ رَفيعُها وَوَضيعُها |
فيكون للأسد الضَّواري لحمها | ولمنْ صحبنا جيلها ودروءها |
يا عبلَ! لو أَنَّ المَنيَّة َ صُوِّرتْ | لغدَا إليَّ سجودها وركوعها |
وَسَطَتْ بَسَيْفي في النُّفوسِ مُبيدَة ً | من لا يجيبُ مقالها ويطيعها |