عنوان الفتوى : ما يجب على من أقسم على قطع الرحم

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أود استفساركم جزاكم الله خيرا عن أمر حير عائلتنا هنا في هولندا حول مشكل عائلي سأحاول تبسيطه و اختصاره. المشكل هو أن طفلا طلق أبوه أمه فكفله خاله ، نشأ الطفل تحت رعاية خاله، تربى معه حتى أصبح شابا بمقدوره الاعتماد على نفسه، كان خاله هذا يعامله كأحد من أبنائه. كبر الشاب حتى وصل سن الزواج فزوجه خاله هدا بإحدى بناته فأنجبت منه ثلاثة أطفال، توفي أحدهم فبقيت اثنتين. أتيحت لهذا الزوج فرصة الهجرة إلى الخارج، و بالفعل سافر للبحث عن الحياة الكريمة، فعمل في الخارج حتى تحسن مستواه المادي، في كل هاته الفترة كانت زوجته، والتي هي بنت خاله، تعيش مع ابنتيها في المغرب مع أم زوجها. تغير الزوج فتوترت علاقته مع زوجته المسكينة التي يشهد لها الجميع بحسن أخلاقها وسذاجتها. بعد مدة طلقها دون أن يوفيها شروطها الكاملة في الطلاق، بقيت الزوجة المطلقة تحت رعاية أخيها الذي تكفل بالنفقة عليها. المشكل الذي يدور حوله

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد حث الشرع المسلمين على أن يكونوا على أحسن حال من الوفاق وحسن العشرة فيما بينهم لما في ذلك من المصالح العظيمة التي قد تعود عليهم في دينهم ودنياهم، وتراجع الفتوى رقم:49020 ، ويتأكد هذا في حق بني العائلة الواحدة لما بينهم من الرحم التي تجب عليهم صلتها ويحرم عليهم قطعها، وتراجع الفتوى رقم:26850 ، ثم إن القطيعة والهجران لغير مسوغ شرعي لها عواقب وخيمة ومخاطر جسيمة على الفرد والمجتمع، وتراجع الفتوى رقم: 32914.

إذا ثبت هذا فإن إقسام هذا الرجل أن لا يدخل دار ابن خالته حتى يقطع علاقته بمطلق أخته منكر لما فيه من قطع للرحم، فلا يجوز إبرار مثل هذا القسم، وما اقترحته العائلة من حل لا يبرر به هذا القسم؛ إذ لا تتحقق به نية الحالف فيما يبدو.

والذي نرشد إليه أن ينصح هذا الحالف بأن يتقي الله تعالى ويرجع في قسمه ويكفر عن يمينه عملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله: وإني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير. رواه البخاري

ومما ينبغي ملاحظته أن أفراد العائلة لا يستطيعون تحمل مسؤولية قطع تلك العلاقة أمام الله ولو قبلوا بذلك؛ إذ لا تزر وازرة وزر أخرى.

والله أعلم.