عنوان الفتوى : من إكرام الزوجة الإحسان إلى أهلها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا متزوجة منذ 8 أشهر و زوجي يعاملني معاملة حسنة و لكنه يمنعني أحيانا عن واجباتي تجاه أهلي مع العلم أننا نعيش في دولة أوروبية وأهلي بحاجة لي في تخليص المعاملات المهمة نظرا لصعوبة اللغة عليهم وكما أنه يكرههم ويبين لهم هذا خلال كلامه معهم وتعامله معهم فهو لا يضحك معهم ولا يبدي لهم أي اهتمام مع أن أهلي يحاولون التقرب إليه بكل الطرق فقط من أجلي ونحن في دولة أجنبية و ليس لي أقارب هنا سواهم، أعترف بأنه حدثت بعض المشاكل خلال فترة الخطبة ولكننا قد تخطيناها وقررنا أن نبدأ حياة جديدة و لكن زوجي ما زال على موقفه، مع أن المشاكل بسيطة جدا ولا تمس كرامة أحد وأهلي ما زالوا يحاولون التقرب منه مع أنه يجرح شعورهم دائما لدرجة أن والدي و والدتي يكادان يبكيان أحيانا و لكنهم يحاولون من أجلي أرجو الرد على سؤالي هل هذا يغضب الله أن زوجي إنسان مؤمن وأنا متأكدة أنه إذا علم أن ما يفعله لا يرضي الله يمكن أن يغير أسلوبه مع أهلي هنا في ألمانيا لا يوجد أحد نثق به كـمفتي مثلا نلجأ إليه نسأله و نستشيره في هذه المسألة لذلك أرجو المساعدة لأنني في حيرة لا أريد أن أغضب ربي علي ولا زوجي ولا أهلي وكل منهم له حقوق علي أرجو المساعدة والرد.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من كريم خلق الزوج إكرامه أهل زوجته وإحسانه إليهم، وذلك من إكرامه لزوجته وإحسانه إليها، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:  خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وابن ماجه والنسائي، وتراجع الفتوى رقم: 64686.

ولو قدر أن وقع شيء من التقصير من قبل هؤلاء الأصهار تجاه الزوج فينبغي أن يعفو ويصفح، فإن العفو والصلح من أعظم القربات، وتراجع الفتوى رقم:5338 ، وإذا كانت هذه منزلة العفو من المسلم مع عامة المسلمين فهو في حق الأصهار أعلى مقاما وأعظم درجة، فقد جعل الله تعالى بينه وبينهم من الرابطة ما ينبغي الحرص على الحفاظ عليها، والحذر من تعريضها لأسباب الوهن لتتحقق بذلك السعادة الدنيوية فضلا عن سعادة الدار الآخرة.

ثم إنه ينبغي أن يسود التفاهم بين الزوجين في الأمور التي تتعلق بحياتهما الزوجية، وأن يكون كل منهما عونا للآخر في الإحسان إلى أهله، ولاسيما الوالدين. وينبغي أن تعلم الزوجة أن حق زوجها مقدم على حق والديها، فالواجب عليها طاعة زوجها في المعروف فلا تخرج من البيت إلا بإذنه، وتراجع الفتوى رقم: 34489.

والله أعلم.