عنوان الفتوى : لباس المرأة أمام المحارم والنساء

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم أخي تزوج منذ ثلاثة أشهر، بدأه يفعل أشياء غريبة من جديد، إني رأيته في يوم من الأيام جالسا مع زوجته, وأمها وأختها وخالها وزوجة خالها, علماً بأنه لا يريد أن يغضبوا منه, ويبدؤوا بقول إنه متشدد في الدين ومتعصب, علماً بأن بيته مكون من ثلاثة غرف+ خلاء+ مطبخ وغرفة صغيرة للأحذية أو ألمونا، غرفة رقم واحد: للنوم، غرفة رقم إثنين: للرجال، غرفة رقم ثلاثة: للنساء، وهذه الأشياء اتفق عليها مع زوجته قبل الزواج, وهي وافقته على هذا، بعد الزواج ارتدت زوجته الخمار والنقاب, وأخي فرح كثيراً لأنه كان يريد أن زوجته تفعل هذا الشيء, إذا كانت ترغب بفعله, لأنه لا يريد أن يغصبها بفعل هذا الشيء. بعد ذلك بدؤوا الناس يتكلموا عنه بأشياء قبيحة ويقولوا أن أخي جبرها على لبس الخمار والنقاب ( لكن الناس يريدون دائماً أن يخربوا بيوت الآخرين), الذي يتكون من زوجين ملتزمين ومتدينين وذوي خلق ودين, ويريدون السعادة وإنجاب الذرية الصالحة، أخي كان يقول لزوجته أنه يريد أن ترتدي الجلباب والحجاب عندما يحضر عندهم ضيوف, والنساء يجلسون في غرفة لوحدهم والرجال في الغرفة الثانية لوحدهم، وفعلت الذي طلبه منها، بعد شهر ونصف كما كنت أسمع من أخي أن بعضا من عائلتها كانوا يقولون لها, لماذا تكوني دائما في اللباس الذي ترتديه وهو الجلباب الشرعي الفضفاض, والألوان كانوا كما كان يريد أخي أن يكونوا من اللون الأسود, الكحلي والرمادي، بدأت الأشياء العجيبة!- خلعت زوجته الخمار والنقاب, لكن تقول أن السبب هو ضيق بالتنفس لأنها الأن حامل بطفل, ولكن أخي يقول إن السبب هو من الشياطين الذين حولها (أهلها)، أنها ترتدي اللباس الشرعي (الحجاب والجلباب) في الخارج. - بدأ لباسها أن يتغير، إنها ترتدي البنطالون عندما يحضر عندهم ضيوف, لكن فقط أمام النساء. - إنها لا تقبل النصيحة من أخي في كل الأحوال, وتغضب عندما يقول أخي لها أنها غلطانة ويريد أن ينصحها, وتعتقد أنها لا تغلط. - كان أخي إذا أرادت زيارة أهلها, يقول لهم وينبههم, إن النساء يجلسون لوحدهم والرجال لوحدهم, عندما تكون أختها وزوج أختها موجودين، لكن الآن بدأوا بالجلوس مع بعضهم البعض، وأيضاً عندما خالتها تكون موجودة، السبب هو أنه لا يريد أن يغضبوا منه, وأن تقوم زوجته بفعل أشياء أخرى وقبيحة مثل الذي فعلته من قبل، أنه يعتقد أنه إذا أعطى زوجته الحرية, سوف تتغير وتنقلب إلى الأفضل، لكن إني أعتقد أنه اختار الطريقة السيئة, ولا يعرف ما هي الطريقة التي يطلب الدين منه, أن يفعل مع زوجته وأهلها، إنني أريد النصيحة لأخي، ما هي الطريقة التي يجب عليه أن يفعلها مع زوجته وأهلها بهذه الأمور؟ جزاكم الله كل الخير, ونسأل الله أن يرزقنا جنة الفردوس كانت زوجته في يوم من الأيام مرتدية بنطلون بجامة, وجاءت أمها لتزورها في بيت أخي، عندما دخلت الأم وجلست نادى أخي لزوجته لأنه كان يريد التكلم معها، طلب أخي من زوجته أن تلبس العباءة أو الجلباب ولكن لا يريد أنها تبقى أمام أمها باليجامة (كنزة قصيرة وبنطلون)، لكن لا حرج في ذلك, أن تكون أمامه في هذا الشكل، إنه كان فقط يطلب منها أن تغير لبسها, لكن إنها رفضت وبدأت تنادي لأمها، عندما حضرت الأم وعرفت لماذا بنتها تنادي لها, رفضت الأم كلام أخي ووجهت نظره للباس زوجته أمام أمها، هل كان أخي مخطئا, وما يجب عليه أن يفعل مع زوجته بالنسبة للباسها؟ ملاحظة: بدون مبالغة, أخي شاب ملتزم جداً جداً ويريد رضى الله عز وجل, وأن يتبع سنة رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم), إنه يريد أشياء كثيرة من الله في الآخرة, مثل باقي ألمؤمنين، إنه كان أيضاً يداوم في المسجد والدروس الدينية, لكن الآن يخاف أن الناس يغيروا في عقل زوجته, إنه يبقى معها دائماً ولا يتركها, خوفاً من أن تقع لا سمح الله في المعصية، أريد يا فضيلة الشيخ الجواب على الأسئلة والنصيحة لأخي وزوجته, لأني أرى أساليب كثيرة في حياتهم، ولا تحرمونا من دعائكم لأخي وزوجته, وأن يهديهم الله ويثبت قلوبهم على دينه وأن يرزقهم الذرية الصالحة. آمين. ادعوا لي أيضاً بالزوج الصالح صاحب الخلق والدين؟ وجزاكم ألله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الإسلام يحب لأتباعه أن يتطهروا وأن يرتفعوا إلى المستوى الذي يحبه الله ولا ينحطوا إلى مرتبة الحيوان، فشرع للمرأة المسلمة الحجاب الذي يصونها ويحفظها من الابتذال ويصون المجتمع من الفساد، فإذا كانت المرأة بحضرة رجال أجانب فيجب عليها أن تلبس حجابها، وإذا كانت عند محارمها أو نسائها فلها أن تلبس ما تشاء من اللباس الساتر لعورتها عندهم وفق الضوابط الشرعية.

هذا الواجب تتلقاه المسلمة المؤمنة كغيره من الواجبات الدينية وتقوم به من تلقاء نفسها على أنه عبادة تثاب عليها وتنال بها رضى ربها ولا تحتاج في الأصل إلى من يأمرها به غيره سبحانه.

وعند تقصير المرأة المسلمة عن هذا الواجب تؤمر به من قبل وليها زوجا أو أبا أو غيره، فالزوج يتوجب عليه أمر زوجته بالحجاب إذا رأى منها تقصيراً بحكم مسؤوليته وقوامته، وأما الطريقة التي يستعملها الزوج مع زوجته فيرجع ذلك إلى تقديره بحسب ما يراه مناسباً،  وليستعمل الحكمة في ذلك، قال الله تعالى: يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا {البقرة:269}، مع التنبيه إلى ما ذكرناه سابقاً من أن الحجاب إنما هو أمام الرجال الأجانب وليس أمام النساء أو المحارم، وعلى الزوجة طاعة الله سبحانه أولاً في هذا الأمر وطاعة زوجها في المعروف وأن تكون عوناً لزوجها على طاعة الله عز وجل.

نسأل الله أن يصلح هذين الزوجين ويسدد خطاهما في طاعته ويهديهما ويمن عليهما بالذرية الصالحة، ونسأله كذلك للأخت السائلة أن يرزقها بالزوج الصالح وأن يوفق الجميع لطاعته.

والله أعلم.