عنوان الفتوى : الصلة قد تكون بالمقاطعة أحيانا

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

منذ 6 سنوات منعنا والدنا من زيارة منزل خالي بسبب المشاكل العائلية وبسبب ابنته التي جعلتنا نتعرف على أصدقاء السوء من الشباب والحمد لله اهتدينا أنا وأخواتي وتزوجنا بالحلال ولكن المشاكل مازالت بين الأسرتين وخاصة بعد انفصال أختي من ابن خالي قبل الزواج ودائما المشاكل في العائلة تأتي من زوجة خالي وابنتها منذ أن كنا صغارا وها هنا اليوم مشكلة جديدة حيث أمي لا تتحدث مع خالي لأنه يرفض بسبب الطلاق وقد اتصلت به مرارا لتهنئه بزواج أبنائه إلا انه يغلق الهاتف في وجهها ولا يرد عليها وأمي لا تريد أن ترجع العلاقة بينها وبين زوجة خالي لأنها تحب المشاكل ولو تصالحت معها فهي تختلق المشاكل وبلا سبب لكي تعكر حياة أمي وقد صبرت أمي سنوات كثيرة على المشاكل التي تحدث ولم تخبر والدي حتى لا يتضايق وحتى لا تهدم بيتها ونحن لا نريد أن نذهب إلى بيت خالي أو حتى مصالحتهم لأنهم أناس بلا أخلاق ولكن إذا دخلنا مكانا هم فيه نسلم على الجميع ولكن بدون مد الأيادي فقط نقول السلام عليكم جميعا ويردون إلا هم لا يردون السلام ولا يجلسون في المكان الذي نجلس فيه وأنا أريد أن أسأل هل نأثم لعدم ذهابنا لبيت خالي علما بان والدتي قد حلفت أن لا نرجع علاقتنا نحن البنات إلى تلك الأسرة لا أن ابنتهم دائم تصطاد في المياه العكرة أي تحب أن تحصل على فرصة حتى تخدعنا مرة أخرى ونحن لا نريد الذهاب في الأصل إلى ذلك البيت حيث لا وجود للأخلاق أو حتى الجانب الديني في بيتهم ولا يخافون الله في ذلك والكل يعلم من أخوالي الباقين أن بنت أخيهم غير صالحة إلا أنهم يتسترون ولا يخبرون خالي بذلك حتى والدتها تشجعها على ارتكاب الأعمال غير الأخلاقية سابقا وكنت مشتركة معها لذلك منعنا أبي من الذهاب إليهم ولكن نحن لا نخبر أحدا بهذا الموضوع وقد أهانوا أمي في المرة الأخيرة أمام معظم أفراد العائلة في منزل جدي وقذفوها وتم إلقاء الكلمات التي لا تقال لها ووصفوها بالزانية وغير ذلك رغم أن أمي ليست ذلك أبدا فهي عابدة تقية لا تفوت فريضة من صلاتها وصيامها وتقرأ القران ونحن كذلك والكل في أسرتنا كان يحسدنا على الحياة التي نعيشها وحتى الآن نحن سعداء في حياتنا لأنهم بعيدون عنا وبالتالي هل تأثم أمي على عدم زيارتها لبيت خالي رغم أنها تتصل به ولكن هو لا يرغب في سماع صوتها ولا حتى مشاهدتها ونحن أيضا هل نأثم علما أننا لا نريد الذهاب إلى بيتهم ولكن نسلم عليهم في المجالس وهم لا يريدون الرد علينا ودائما يخبرون الناس إذا سلمنا عليهم سوف يهزئوننا أمام الجميع ؟ ملاحظة : المشاكل التي تخلقها زوجة خالي ليست لأمي فقط وإنما الجميع تضرر منها مرارا إلا أنهم يفضلونها على والدتي لأنها طويلة اللسان وتأخذ حقها بلسانها كما يقولون ؟ والجميع يخاف منها ومن شرها ولسانها .. وشكرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن صلة الرحم من الأمور المتحتمة ويأثم المرء بتركها، وذلك للأدلة المصرحة من الكتاب والسنة بذلك كما هو مبين في الفتوى رقم: 5640.

وعليه، فالواجب عليك أنت وإخوانك وأمك صلة رحم هذا الخال وتحاولوا نصحه وإرشاده بأن عليه الحفاظ على زوجته وابنته من الوقوع في المحرمات، فإن استجاب فهذا أمر طيب، وإن أصر هو وأهله على ما ذكرت من العصيان وهتك أعراض الناس والتجرؤ على المحرمات فصلتهم هي مقاطعتهم مع الاجتهاد في الدعاء لهم بالهداية.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: تكون صلة الرحم بالمال وبالعون على الحاجة وبدفع الضر وبطلاقة الوجه وبالدعاء والمعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة، فإن كانوا كفارا أو فجارا فمقاطعتهم في الله هي صلتهم بشرط بذل الجهد في وعظهم ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق المثلي

وعلى هذا، فمادامت أسرة خالك مصرة على المعصية فالواجب عليك هجرهم طاعة لله تعالى إن كان في ذلك مصلحة وطاعة لوالدكم، فإن تابوا وحسن حالهم فليس عليك أن تطيعي أباك في هجرهم لأنه لا طاعة في معصية، وصلة الرحم واجب وقطيعتها كبيرة.

والله أعلم.