عنوان الفتوى : الرفق واللين وحسن القول من أخلاق الكرام

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل الإيذاء النفسي لشخص يعتبر ذنبا؟ يعني لو أراد شخص أن يبعد عنه شخصا آخر، حتى لو كان لمصلحته، مع أنه لا يوجد من الطرف الآخر إلا كل خير، وتقدير، واحترام في المعاملة، لكن؛ لإبعاده عنه كلمه بكلام قاس، وكان فيه شبه إهانة، فآذاه نفسيا أذى كثيرا جدا، وأيضا كان يعرف قبل أن يقول هذا الكلام أن الشخص الآخر سوف يتوجع من كلامه كثيرا، وأن نفسيته سوف تتأثر بشدة، مع العلم أنه كان يمكن أن يبعده عنه بأسلوب أفضل، من دون، أذى، أو وجع.
فهل هذا يعتبر ذنبا؟
وشكرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن إيذاء المسلم بغير وجه حق -كسب، أو شتم، أو غيبة، أو قذف- إثم لا يجوز، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب: 58}. وانظري الفتويين: 284695 ، و313177 .

وأما مجرد القسوة، والغلظة في قول الحق: دون اعتداء بسب، أو نحوه، فلا إثم فيه.

وإن كان مخالفا للأكمل، والأحسن، فالأصل هو الرفق، واللين، وحسن القول، كما قال تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا {الإسراء: 53}.

وفي صحيح مسلم عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن ‌الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.

وفيه أيضا عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يا عائشة؛ إن الله رفيق يحب ‌الرفق، ويعطي على ‌الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه.

والله أعلم.