عنوان الفتوى : الآباء والأبناء كلٌ مسؤول عما أوجبه الله تجاه بعضهم من حقوق

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم شيخي الفاضل المفتي لي بهذه الفتوى والدي طلق أمي منذ 18 سنة ونحن تسعة أشخاص أكبرنا عمره حينها 20 سنة ولم ينفق علينا وإنما أوكل نفقتنا الشبه كاملة إلى أخي الأكبر ولم يتعهد برعايتنا وبقيت أمي المربية لنا وقد كان قاسيا علينا مما أدى إلى أننا فقدنا طاعته بسبب معاملته لنا ودائما كان يسب أمي وينهرنا أمامنا والآن كبرنا وأصبحنا ولله الحمد أصغرنا عمره 19 سنة وأصبح لدى إخوتي دخل من المال ولكنهم يتعهدون أمي بالمال، أما أبي فلا، وإن أعطوه أعطوه من باب سقط الفرض للطاعة وأعطوه على مضض وأبي قد يبس عوده ولي من خالتي أي 5 إخوة من أبي وهم ما زالوا صغارا غير قادرين على العمل إخوتي لا يحبون أبي وأريد أن أقربهم لحبه وطاعته فلا أبي يقبل ولا إخوتي وبعض إخوتي يتكلمون عليه ويغلظون في الرد عليه وهو يدعو عليهم فأرجو منكم التفضل بفتوى لي ولإخوتي وما العمل فإني أخاف أن تصيبهم من الله المصائب لعدم طاعتهم مع أن أبي مقصر في حقهم ولا يريد أن يعمل لنا شيئا إلا مبقابل من المال وهمه الكبير في هذه الحياة المال . أنتظر منكم الفتوى قريبا وجزاكم الله ألف خير

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما قام به أبوكم من التقصير في حقكم وعدم الإنفاق عليكم وسب أمكم وإهانتها لا شك أن ذلك كله مخالف لشرع الله عز وجل، ونحن ندعوه إلى التوبة إلى الله عز وجل، وأن يعلم أنه سيقف بين يديه حافيا عاريا لا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا، ومع ذلك، فإن عليكم أن تعلموا أن تقصير الوالد في حقكم لا يسقط حقه عليكم من البر لأن بر الوالدين من أوجب الواجبات التي لا يسقطها شيء حتى الكفر.

قال تعالى في حق الأبوين الكافرين: [وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً] (لقمان: 15).

فأمر بمصاحبتهما بالمعروف مع أنهما كافران.

وكما أن الوالد مسؤول أمام الله عز وجل عن تقصيره في حق أولاده، فالأولاد كذلك مسؤولون أمام الله عز وجل عن تقصيرهم في حق أبيهم، فكل سيسأل عما أوجبه الله عليه.

وما يفعله إخوتك من غيبة أبيهم وإغلاظ القول له أمر محرم، ومن كبائر الذنوب، فالواجب عليهم التوبة من ذلك، قال تعالى: [فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً  * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ  (الإسراء: 23-24).

وكذلك ما يفعله أبوك من الدعاء عليهم أمر محرم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم. رواه مسلم.

وأما الإنفاق على أبيكم فإنه إن كان فقيرا وكان أبناؤه موسرين وجب عليهم أن ينفقوا عليه وعلى زوجته وعياله الصغار، وانظر الفتاوى رقم: 20338، و 8441، و 21080.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
دعاء الوالد الظالم على الولد وحكم عدم محبة الوالد
تعامل الولد مع الأم التي تدعو عليه ظلمًا
هل تكفي المراسلة صلة للأم مع إمكان زيارتها؟
بقاء المرأة مع الزوج المبتدع المتهاون بالصلاة تحت ضغوط الأهل
ليس لأحد الأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد
أحكام خدمة الأم المريضة والإنفاق على الخدمة
نصيحة للولد الذي ابتلي بعائلة منحرفة
دعاء الوالد الظالم على الولد وحكم عدم محبة الوالد
تعامل الولد مع الأم التي تدعو عليه ظلمًا
هل تكفي المراسلة صلة للأم مع إمكان زيارتها؟
بقاء المرأة مع الزوج المبتدع المتهاون بالصلاة تحت ضغوط الأهل
ليس لأحد الأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد
أحكام خدمة الأم المريضة والإنفاق على الخدمة
نصيحة للولد الذي ابتلي بعائلة منحرفة