عنوان الفتوى : خشية ارتفاع الأسعار لا تسوغ الاقتراض بالربا

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يمكننا اقتراض مال من البنك؟ علما بأننا نريد شراء منزل و لا نملك المال الكافي لأن الأب يضع دوما نقوده في مشاريع تنموية، وكلما يوشك على ذلك تزيد الأسعار وإذا لم نشتر الآن، فقريبا لن نجد مكانا نأوي إليه.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الاقتراض بالربا إحدى الموبقات، وقد أجمعت الأمة على تحريمه. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة: 278-279]. ولا يجوز الإقدام على الربا إلا لضرورة لا يمكن دفعها إلا به، قال تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة: 173]. وقال: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: 16]. وأما إذا كانت الضرورة يمكن دفعها بما هو مباح كالاستئجار ونحوه، فإن الاقتراض بالربا لا يجوز لشراء منزل ولا لغيره. واعلم أن خشية ارتفاع الأسعار لا تسوغ الاقتراض بالربا، إذ هي لا تزيد المال إلا محقا لما ينجر عنه من الفوائد ومن معصية الله. وبناء على ذلك، فإذا كانت لكم أية وسيلة تدفعون بها حاجتكم إلى المنزل أو توفرون بها ثمنه من طريق غير ربوي أو ثمن إيجاره، فإنه يحرم عليكم الاقتراض بالربا ما دام الأمر كذلك، وراجع الجواب: 6689، وإن لم تجدوا أية وسيلة -وأنتم أدرى بحالكم- فالله لم يجعل في الدين من حرج. والله أعلم.