الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فالموالاة بين كلمات الفاتحة واجبة، كما هو مذهب الشافعية، والحنابلة، ومذهبهما أن ترك الموالاة سهوًا، أو لعذر لا يضر، وتنظر الفتوى رقم: 54671، وفيها بيان ضابط السكوت الذي لا يخل بالقراءة وضابط الموالاة الواجبة.

وعند الشافعية قول حكاه إمام الحرمين، والغزالي عن العراقيين بعدم وجوب الموالاة أصلًا، وأنه لو أخل بها عمدًا، لم تبطل قراءته، لكن المعتمد في المذهب هو سقوطها سهوًا، وأما العامد ترك الموالاة، فتبطل قراءته، قال النووي: الْحَالُ الثَّانِي: أَنْ يُخِلَّ بِالْمُوَالَاةِ نَاسِيًا، فَالصَّحِيحُ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ فِي الْأُمِّ، وَقَطَعَ بِهِ الْأَصْحَابُ أَنَّهُ لَا تَبْطُلُ قِرَاءَتُهُ، بَلْ يَبْنِي عَلَيْهَا؛ لِأَنَّهُ مَعْذُورٌ، سَوَاءٌ كَانَ أَخَلَّ بِالْمُوَالَاةِ بِسُكُوتٍ، أَمْ بِقِرَاءَةِ غَيْرِ الْفَاتِحَةِ فِي أَثْنَائِهَا، نَصَّ عَلَيْهِ فِي الْأُمِّ، وَقَالَهُ الْأَصْحَابُ. انتهى.

وإذا علمت هذا؛ فما وقع منك نسيانًا، لا يؤثر في صحة الصلاة، وما وقع منك عمدًا، فالأحوط أن تعيدي تلك الصلوات؛ خروجًا من الخلاف، وإن لم تعيديها عملًا بقول من يصحح الصلاة -والحال هذه-، فلا شيء عليك ـ إن شاء الله ـ.

وعند شيخ الإسلام ابن تيمية أن كل من ترك شرطًا أو ركنًا من شروط الصلاة وأركانها جاهلًا، فلا إعادة عليه، وتنظر الفتوى رقم: 125226.

وإن كنت مصابة بوسوسة، فلا تعيدي شيئًا من الصلوات؛ لئلا تفتحي على نفسك بابًا للوسوسة، يفضي بك إلى ما لا تحمد عاقبته.

والله أعلم.