عنوان الفتوى : أخبار تصالح عمر مع أهل برقة على بيع أولادهم ضمن الجزية غير صحيحة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

ما صحة هذه الأحاديث والأخبار؟ - حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن شرحبيل بن أبي عون، عن عبد الله بن هبيرة قال: لما فتح عمرو بن العاص الإسكندرية سار في جنده يريد المغرب، حتى قدم برقة، وهي مدينة أنطابلس. فصالح أهلها على الجزية وهي ثلاثة عشر ألف دينار يبيعون فيها من أبنائهم من أحبوا بيعه. - حدثني بكر بن الهيثم قال: حدثنا عبد الله بن صالح عن سهيل بن عقيل، عن عبد الله بن هبيرة قال: صالح عمرو بن العاص أهل أنطابلس ومدينتها برقة، وهي بين مصر وإفريقية، بعد أن حاصرهم وقاتلهم على الجزية، على أن يبيعوا من أبنائهم من أرادوا في جزيتهم. وكتب لهم بذلك كتابًا. - حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب أن عمرو بن العاص كتب في شرطة على أهل لواتة من البربر من أهل برقة: إن عليكم أن تبيعوا أبناءكم ونساءكم فيما عليكم من الجزية. قال الليث: فلو كانوا عبيدًا ما حل ذلك منهم. الكامل في التاريخ لابن الأثير. أحداث سنة 22 ـ ذكر فتح طرابلس الغرب وبرقة. في هذه السنة سار عمرو بن العاص من مصر إلى برقة، فصالحه أهلها على الجزية، وأن يبيعوا من أبنائهم من أرادوا بيعه.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذه الآثار ذكرها البلاذري بهذه الأسانيد في كتاب فتوح البلدان، كما وردت روايات بمعناها في مصادر أخرى، إلا أن كل هذه المرويات لم يصح منها شيء، إضافة إلى أن ظاهرها يتعارض مع ما هو معروف عن الشروط العمرية.

يقول الدكتور/ أكرم ضياء العمري في كتاب (عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين): "ولم تصح أية رواية فيما يتعلق بجزية أهل برقة (في ليبيا) وزويلة (في حدود السودان)، فلعلها عوملت مثل مصر، وتذكر رواية ضعيفة أن عمرو بن العاص صالح برقة على جزية قدرها ثلاثة عشر ألف دينار". وجاء في هامش الكتاب أيضًا: "ويلاحظ أن هذه الرواية الضعيفة تذكر أيضًا أنهم خيروا أن يبيعوا في جزيتهم من أبنائهم من أحبوا بيعه، وهذا مخالف للقاعدة العمرية في أن لا يكلفوا من الجزية ما لا يطيقون، بل هي تسقط عنهم إذا عجزوا عن أدائها، فكيف يكلفون بيع أولادهم فيها؟!" اهـ.

والله أعلم.