عنوان الفتوى : خطوات علاج نشوز الزوجة

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

أنا شاب سوري مقيم وأعمل ـ والحمد لله ـ في المملكة في خميس مشيط ومعي زوجتي وأولادي، وعمري 35 سنة، ومتزوج منذ 7 سنوات, أواجه مشاكل كبيرة مع زوجتي الجاحدة والناشز في نظري، وتتلخص في أنها عنيدة جدا، ولديها من الكبر ما أعجز عن تحمله، وشخصيتها قوية وعندها قدر من التسلط, وأسلوبها فظ ومنفر في الرد علي والتعامل معي، في البداية كنت أعاتبها وأحاول أن أفهمها ولكن عبثاً ودون جدوى بل الأمور تسير في سوء أكثر حتى بدأت تغضب وتنفعل أكثر وترد الكلام وترفضه، وحينها بدأت بالعمل بالآية الكريمة: واللاتي تخافون نشوزهن.. وبالتدرج المذكور في الآية بداية بالوعظ، وقد جلست معها مرات كثيرة أذكرها بحقي عليها في الطاعة وعدم تكبير المشكلة بل محاولة تحديدها والبعد عن السلبيات ومحاولة التعايش والتعود بيننا؛ لأن لكل منا طباعه وعاداته وهي تعيد نفس الاسطوانة بأنك لم تسمع كلامي في القصة الفلانية ـ كأن نخرج مع أصحابنا من العائلات نهاية الأسبوع مثلا إلا بإذن منها أو بقرارها وإلا فإنها لن تخرج معي لتحرجني، أو استعمال العصا أحيانا لتخويف الأولاد مع أنني قليل الاستعمال لها، ومسألة نوم الأولاد والتي أصر على أن لا تتأخر عن 12 منتصف الليل، ولكنها تماطل فيه ولا تنفذه إلا بعد رفع صوتي والإلحاح عليها وتكرار الأمر بأن وقت النوم قد حان، وهي لا تنام إلا بعد الفجر منذ عرفتها، وقد أمرتها كثيرا بترك هذه العادة ولكن دون فائدة تذكر، بل تقضي ليلها كله على الوتس اب والفيس بوك، وسابقا على المسلسلات، وإذا أبديت امتعاضي أو انزعاجي من أي شيء لم يعجبني منها أفاجأ بردة فعل مزعجة وفظة في الرد، وكأنه ليس لي الحق عليها في أن تطيع أو تسمع على الأقل وبهدوء، وأن تبرر أو تبدي رأيها بشكل طبيعي لا انفعالي منفّر وكريه، مع أنني قدّرت ولم أخطئ في حقها فيها ولكنها تصر على رأيها، وما لقيت منها إلا ازديادا في العناد والتكبر والجفاء عني حتى إنها تمنعني من الجماع، وبدأت تتكبر علي ولا تعترف بأنها مخطئة في حقي، وأن أسلوبها خاطئ في الرد علي وعدم احترامي، وأن أسبابها لا تستدعي ما يحصل بيننا من خلافات، وحاولت إرضاءها بجميع الوسائل وبكل ما أستطيع، لأنني أحبها حتى شعرت أن كرامتي بدأت تضيع في سبيل أن تهدأ الأمور بيننا، وسألتها ما الذي يرضيك؟ قولي لي فأنا أحبك ولا أستغني عنك وأيضا دون جدوى، وحاولت أن أدخل أهلها في الموضوع لعلها تفهم وترتدع، ولكن وعلى الرغم من رجاحة عقولهم إلا أنه لا أحد منهم يقول لها أنت مخطئة وعليك الرجوع، وإنما فقط يحاولون تهدئة الأمور وأن نجلس ونتحاور ولكن كيف؟ وهي تفتقر لآداب الحوار والكلام، وفي نهاية الأمر واليوم تحديداً ضربتها ضرباً بيديّ حتى تعبت، وحاولت جاهداً أن أبتعد عن إيذائها بكسر أو جرح ولم يحصل ـ والحمد لله ـ وأنا الآن في حيرة ما بعدها حيرة لما وصلنا إليه، والمشكلة أنها تزداد إصراراً بأنها ليست فقط على صواب، بل وأنني مخطئ خطأ عظيما وعلي الاعتذار، وبعدها سوف تنظر في الموضوع وقد لا تقبل الاعتذار، وإن قبلت فستنغص علي حياتي، لأنها قبلت فقط من أجل الأولاد، ولن تعود كما كانت سابقاً في بداية حياتنا، أفيدوني جزاكم الله كل خير، فأنا لا أريد أن أطلقها ولا أتصور أن أعيش مع غيرها، وسوف أطلعها على مضمون رسالتي وردكم... هذا وتقبلوا تحياتي وتقديري، وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، ومن المعاشرة بالمعروف أن تطيع الزوجة زوجها في المعروف وتلين له الكلام، فإن كانت زوجتك تسيء إليك ولا تطيعك فيما يجب عليها من الطاعة، وخاصة إذا امتنعت من إجابتك إلى الفراش, فهي ناشز وعاصية لربها، ومن حقك تأديبها بالوعظ ثم الهجر ثم الضرب غير المبرح، علما بأنه لا ينبغي لك أن تجعل عدم اعترافها وإقراها بالخطإ مانعا من التحاور معها، وأخيرا نذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، وإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء. متفق عليه. وبقوله: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. رواه أحمد ومسلم.

والفرك هو: الكراهية، وتراجع للأهمية الفتوى رقم: 5291.

والله أعلم.