الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فنقول ابتداء قد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في حدود الحب بين النساء وأنواعه وضوابط العلاقة بينهن، كما في الفتاوى التالية أرقامها: 68862، 77634، 158785، والفتوى المرتبطة بها.

والحب المحرم بين النساء ما كان باعثه العشق والشذوذ، فمن كان منهن كذلك فالواجب عليها التوبة إلى الله تعالى وهي على خطر عظيم، ولكن لا نعلم أنه ورد وعيد باللعن فيمن وقعت في هذا الذنب, ولا يجوز أمرها بترك الصوم بحجة أنها ملعونة، بل لو ورد وعيد باللعن لم يجز أمرها بترك الصوم، فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم أصنافا من الناس كالنساء الكاسيات العاريات، وآكل الربا، ومن لعن والديه، ومن غير منار الأرض، ومع هذا لا يجوز أمرهم بترك الصوم بحجة أنهم وقعوا في أفعال ملعون صاحبها، وهذا من الجهل، وأما هل الملعون لا يجد ريح الجنة؟ فإن اللعن معناه الطرد من رحمة الله، ففي مختار الصحاح: اللعن: الطرد والإبعاد من الخير. اهـ.

وريح الجنة من الخير، فلا يبعد أن لا يجد الملعون رائحة الجنة، نسأل الله السلامة والعفو والعافية، وهذا فيما إذا لم تحصل توبة، وباب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد، وقد جاء عن النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

فمتى صدقت توبة العبد غفر الله عز وجل ذنبه وأقال عثرته، فليحسن المرء ظنه بالله وليجاهد نفسه في الله فإنه سبحانه يقول: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

والله أعلم.