عنوان الفتوى : قصة إسلام قسيس من النصارى على يد أبي يزيد البسطامي بعد مناظرته لا أصل لها .

مدة قراءة السؤال : 6 دقائق

هل هذه القصة صحيحة ؟ : كان رجل مسلم له صديق مسيحي فألح المسيحي علي المسلم بأن يذهب معه للكنسية ليحضر درس من قسيس ، ويدلي رأيه للمسيحي فوافق المسلم و ذهب معه ، فعرفه القسيس ، وقال له أريد أن أسألك اثنين وعشرين سؤالا . إليك الأسئلة: ماهو الواحد الذي لا ثاني له ؟ماهما الاثنان اللذان لا ثالث لهما ؟ ماهم الثلاثة الذين لا رابع لهم ؟ ماهم الأربعة الذين لا خامس لهم ؟ ماهم الخمسة الذين لا سادس لهم ؟ ماهم الستة الذين لا سابع لهم ؟ ماهم السبعة الذين لا ثامن لهم ؟ ماهم الثمانية الذين لا تاسع لهم ؟ ماهم التسعة الذين لا عاشرة لهم ؟ ماهي العشرة التي تقبل الزيادة ؟ ماهي الإحدى عشر الذين لا ثاني عشرة لهم ؟ ما هي الاثنا عشر الذين لا ثالث عشر لهم ؟ ماهي الثلاثة عشر الذين لا رابع عشر لهم ؟ ما هو الشيء الذي يتنفس ولا روح فيه ؟ ما هو القبر الذي سار بصاحبه ؟ من هم الذين كذبوا ودخلوا الجنة ؟ ما هو الشيء الذي خلقه الله وأنكره ؟ وما هي الأشياء التي خلقها الله بدون أب و أم ؟ من هو المخلوق الذي من نار ومن هلك بالنار ومن حفظ من النار؟ ومن الذي خلق من حجر وهلك بالحجر وحفظ بالحجر ؟ ما هو الشيء الذي خلقه الله واستعظمه ؟ وما هي الشجرة التي لها اثني عشر غصنا ، وفي كل غصن ثلاثين ورقة وفي كل ورقة خمس ثمرات ثلاث منها بالظل واثنتان بالشمس ؟ فابتسم المسلم ابتسامة الواثق بالله ، وسمّا بالله * بسم الله الرحمن الرحيم * الله سبحانه وتعالي الواحد لا ثاني له . والاثنان اللذان لا ثالث لهما : الليل والنهار " وجعلنا الليل والنهار آيتين " . والثلاثة التي لا رابع لها هي : أعذار موسى مع الخضر : في إعطاب السفينة ، وقتل الغلام وإقامة الجدار . والأربعة الذين لا خامس لهم : القرآن ، والإنجيل ، والتوراة ، والزبور . والخمسة التي لا سادس لهم الصلوات الخمس المفروضة ، والستة التي لا سابع لها الأيام التي خلق الله تعالى فيها الكون . والسبعة التي لا ثامن لهم السموات السبع " الذي خلق السبع سموات طباقا ما ترى من خلق الرحمن من تفاوت " . والثمانية الذين لا تاسع لهم هم حملة عرش الرحمن " ويحمل عرش ربك يومئذٍ ثمانية " . والتسعة اللاتي لا عاشر لها هي معجزات موسى عليه : السلام العصا ، اليد , الطوفان , السنون , الضفادع , الدم , القمل , الجراد , شق البحر . وأما العشرة التي تقبل الزيادة هي : الحسنات من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها والله يضاعف الأجر لمن يشاء . والأحد عشر الذين لا ثاني عشر لهم هم : أخوة يوسف عليه السلام . والاثنا عشر التي لا ثالث عشرة لها هي : معجزة سيدنا موسى " وإذا استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنا عشر عيناً " ، والثلاثة عشرة الذين لا رابع عشر لهم هم : إخوة يوسف وأبيه وأمه . وأما الذي يتنفس ولا روح فيه فهو الصبح " والصبح إذا تنفس " . وأما القبر الذي سار بصاحبه هو الحوت عندما التقم سيدنا يونس عليه السلام وأما الذين كذبوا ودخلوا الجنة هم : أخوة يوسف عليه السلام. والشيء الذي خلقه الله وأنكره هو : صوت الحمير " إن أنكر الأصوات لصوت الحمير "وأما ما خلق وليس له أب وأم فهم : آدم عليه السلام , ناقة نوح , كبش الفداء , الملائكة . وأما المخلوق من نار فهو : إبليس ، ومن هلك بالنار فهو : أبو جهل ، ومن حفظ من النار فهو : إبراهيم عليه السلام . وأما ما خلق من الحجر فهي : ناقة صالح عليه السلام ، ومن هلك من الحجر فهم : أصحاب الفيل، وأما من حفظ بالحجر فهم : أصحاب الكهف . وأما ما خلقه الله واستعظمه فهو : كيد النساء " إن كيدهن لعظيم " . والشجرة هي : السنة التي لها اثني عشر شهرا "غصنا" ، والثلاثين ورقة هي الأيام في كل شهر ، والخمس ثمرات هي الصلوات الخمس ، والثلاث التي بالظل هي : صلاة الفجر والمغرب ، والعشاء ، والاثنتين التي بالشمس هي : الظهر والعصر . هذا كان رد المسلم فاستعجب القسيس والحضور ، ولكن فوجئ القسيس بسؤال واحد موجه من الشاب المسلم وهو: ما هو مفتاح الجنة ؟ هنا لم يقدر القسيس على الإجابة لكنه اضطر للإجابة بعد إلحاح الوجود ولكنه طلب الأمان ، أتتوقعون لماذا ؟! لأن الإجابة هي : أشــــهد أن لا إلـه إلا الله وأن مــــحمدا رســـــول الله فأسلم القسيس ومن معه في الكنيسة أترون ما أعظم الثقة بالله .

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان


الحمد لله
أولا :
لم نقف على القصة المذكورة في كتاب أو مصدر معتبر ، ويظهر منها لكل باحث : علامات الاختلاق والوضع ، لما فيها من التكلف ، وركة في بعض جملها وألفاظها ، وسماجة في كثير من معانيها .
ومما يدل على نكارة هذه القصة وأنه ينبغي عدم الاشتغال بها ما ورد فيها من إجابات سمجة متكلفة وأخرى غير صحيحة ، فقوله : " الأربعة الذين لا خامس لهم: القرآن والإنجيل والتوراة والزبور " قول غير صحيح ، ففي القرآن ذكر : صحف إبراهيم وموسى ، بل نحن نعلم أن لله رسلا لم يخبرنا بأنبائهم في كتابه ، وعقيدة أهل الإيمان الإيمان بكتب الله المنزلة على رسله ، وقد قال الله تعالى : ( وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ) النساء/164 .

وكذلك قوله " وأما القبر الذي سار بصاحبه فهو الحوت عندما التقم يونس عليه السلام " قول باطل ، فإن يونس عليه السلام لم يمت في بطن الحوت حتى يقال إنه صار قبره ، قال تعالى : ( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) الصافات/ 142 – 147 .

وفي القصة كثير من التكلفات ، والمآخذ ، لا حاجة إلى الوقوف عندها تفصيلا ، ويكفي ما ذكرناه فيها على وجه الإجمال .

راجع للفائدة إجابة السؤال رقم : (83731) .
والله أعلم .