أرشيف المقالات

شرح حديث: جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
شرح حديث: جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (جاء أعرابيٌّ فبال في طائفةِ المسجد، فزجره الناس، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قضى بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذَنُوب من ماءٍ فأُهريق عليه)؛ متفق عليه.
 
المفردات:
(أنس): هو أبو حمزة الأنصاري النجاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ قدِم المدينة إلى يوم وفاته صلى الله عليه وسلم، ولد قبل الهجرة بعشر سنين، ومات بالبصرة سنة إحدى وتسعين.
(أعرابي): نسبة إلى الأعراب، وهم سكان البادية، وهذا الأعرابي يقال له: ذو الخُوَيصرة اليماني، أو الأقرع بن حابس.
(طائفة المسجد): ناحية المسجد، والطائفة: القطعة من الشيء.
(فزجره الناس) فنَهَرُوه؛ إذ قالوا له: مه، مه؛ أي: اكفف، اكفف.
(فنهاهم)؛ أي: قال لهم: ((دَعُوه))، وفي لفظ: ((لا تُزرِموه))؛ أي: لا تقطعوا عليه بَوْله.
(ذَنوب)؛ هي: الدلو الملآن ماءً، وقيل: العظيمة.
(فأهريق)؛ أصله: أريق؛ أي: صُبَّ.
 
البحث:
روى الترمذي هذا الحديث بزيادة أن هذا الأعرابي جاء إلى المسجد وصلَّى، ثم قال: "اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا"، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد حجَّرت واسعًا))، فلم يَلبث أن بال في المسجد، وهذا يدل على أن الأعرابي كان مسلمًا، فلما بدأ يبول قام إليه أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهروه بشدةٍ، فناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قطع بوله، وقال لهم: ((دَعُوه وأهرِيقوا عليه ذَنوبًا من ماءٍ))، ثم قال لهم: ((إنما بُعِثتم مُيسِّرين ولم تُبعَثوا مُعسِّرين)) - كما رواه الجماعة إلا مسلمًا - فتركوه حتى بال، ثم صبوا مكان بوله ذَنوبًا من ماء.
وقد رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه حين فرغ مِن بوله، وقال له: ((إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن)).
 
ما يفيده الحديث:
1- أن بول الآدمي نجسٌ.
2- وأن الأرض إذا تنجسَّت طهرت بالماء كسائر المتنجسات.
3- وأن صبَّ الماء يُطهِّر الأرض رخوةً كانت أو صلبة.
4- وجوب احترام المساجد.
5- والرفق بالجاهل في التعليم.
6- وحسن خلقه صلى الله عليه وسلم ورأفته ورحمته.
7- ودفع أعظم المضرَّتين بأخفِّهما.

شارك الخبر

المرئيات-١