عنوان الفتوى : الالتزام بما لم يحدده الشرع من البدع الإضافية

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

يتداول كثير من الناس هذه الرسالة. ‏فما صحتها وما حكم ما جاء فيها:‏ إخواني في الله، تحية طيبة وبعد /‏ لقد جاء في كتاب ( الفرج بعد الشدة )‏ حدثني فتى من الكتاب البغداديين ‏يعرف بأبي الحسن بن أبي الليث، وكان أبوه من كتاب الجند، يتصرف ‏مع اشكرون بن سهلان الديلمي، أحد ‏الأمراء في عسكر معز الدولة بن ‏أحمد بن بويه. قال: قرأت في بعض ‏الكتب: إذا داهمك أمر تخافه، فبت ‏وأنت طاهر، على فراش طاهر، ‏وثيابك كلها طاهرة، واقرأ سورة ( ‏الشمس ) سبع مرات، وسورة ( الليل ‏‏) سبع مرات. ثم قل: اللهم اجعل لي ‏فرجا ومخرجا من أمري، فإنه يأتيك ‏في الليلة الأولى أو الثانية إلى السابعة ‏آت في منامك فيقول لك: المخرج منه ‏كذا وكذا.‏ قال: فحبست بعد ذلك بسنين حبسة ‏طالت حتى يئست من الفرج، وكنت ‏قد أُنسيت هذا الخبر، فذكرته يوما ‏وأنا في الحبس، فقلت ذلك، فلم أر في ‏أول ليلة، ولا في الثانية، ولا في الثالثة. ‏فلما كان في الرابعة رأيت في منامي ‏كأن قائلا يقول لي: خلاصك على ‏يدي ( علي بن إبراهيم )‏ فأصبحت من غد متعجبا، ولم أكن ‏أعرف رجلا يقال له ( علي بن ‏إبراهيم ) ‏ فلما كان بعد يومين دخل علي شاب ‏لا أعرفه فقال: قد كلفت عليك، فقم ‏‏!!!‏ وإذا معه رسول إلى السجان بتسليمي ‏إليه، فقمت معه، فحملني إلى منزلي ‏وسلمني فيه، وانصرف. ‏ فقلت لهم: من هذا ؟ !‏ فقالوا: رجل من الأهواز يقال له ( ‏علي بن إبراهيم )‏ يسكن في الكوخ، قيل لنا إنه صديق ‏الذى حبسك، فطرحنا أنفسنا عليه ‏فتوسط في أمرك، وضمن ما عليك ‏وأخرجك .‏ وقال مؤلف كتاب: ( الفرج بعد الشدة ‏‏) إنه وجد في كتاب محمد بن جرير ‏الطبري الذى سماه: ( الآداب الحميدة ‏والأخلاق النفيسة )‏ حدثني محمد بن عمارة الأسدي، عن ‏روح بن الحارث بن حبيش ‏الصنعاني، عن أبيه، عن جده. أنه ‏قال لبنيه: إذا دهمكم أمر لا يبيتنَّ ‏أحدكم إلا وهو طاهر، على فرش ‏طاهر، ولا تبيتن معه امرأة، فليفعل ‏هذه الفائدة من قراءة الآيات المبينة، ‏والدعاء أيضا؛ فإن الله بفضله ومنته ‏يسخر له من يرشده إلى طريقة ‏الخلاص من شدته مهما كانت !!‏ ثم استرد قائلا: وقد أصابني وجع ‏شديد، فلم أدر ما علاجه، فبت على ‏هذه الحالة، فأتاني في أول ليلة اثنان ‏جلس أحدهما عند رأسي، وجلس ‏الآخر عند رجلي.‏ فقال أحدهما لصاحبه: جسه، فلمس جسدي كله، فلما بلغ موضعا ‏من رأسي، قال: احجم هذا ولا تلحقه، ‏ولكن اغسله بخطمية، ثم التفت إلي ‏أحدهما أو كلاهما وقال لي: فكيف لو ‏ضممت إليها سورة ( التين ) سبعا ‏فلما أصبحت سألت: لم أمرت ‏بالخطمية ؟ فقيل : لتمسك المحجمة .‏ فبرئت، وأنا اليوم لا أحدث بهذا ‏الحديث أحدا، فيعالج به تلك العلة إلا ‏وجد الشفاء بإذن الله تعالى، وأضم ‏إليهما قراءة سورة ( التين ) سبعا.‏ وفقكم الله لما يحبه و يرضاه.‏وجزى الله القائمين على الموقع خير ‏الجزاء، وجندكم لنصرة دينه.‏

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فسواء كانت هذه القصص صحيحة عن أصحابها أم لا، فإنه لا تثبت بها سنية هذا الهيئة. وفضائل السور إنما تستمد من السنة الصحيحة، ولم يثبت في فضائل السور المذكورة مما جاء في القصة شيء. وأغلب ما يذكر في خواص القرآن مبني على التجارب، ولا بأس أن يقرأ المسلم سورة أو سورا يريد بها حاجة مباحة، ولكن الالتزام بتكرارها بعدد معين، أو في وقت معين، لا ينبغي؛ لأن الالتزام بما لم يحدده الشرع يعتبر من البدع الإضافية.

 وراجع الفتاوى التالية أرقامها:  114778 ، 98517،  98362، 114170، 59828.

 

والله أعلم.