عنوان الفتوى : طالب الرقية هل يمنع دخوله في السبعين ألفا

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا شاب عمري 20 سنة، ملتزم تقريباً منذ سنتين والحمد لله ، تتمثل مشكلتي مع أمي ، وهو أني أتضايق من كلامها بشكل غريب ولا أريد أن اسمعها وهي تتحدث ! وفي نفس الوقت أتساءل في نفسي : لماذا كل هذا الضيق النفسي ؟!! لماذا أكره أمي وأوامرها لي ؟؟!!! أقسم بالله أني لا أريد أن أعق أمي بأي شكل من الأشكال ، لكن هذا الإحساس الغريب يجعلني أرد عليها وأتناقش معها حتى في الامور التافهة ! وكأني لا أريد أن أستمع إليها .. فكيف أواجه هذه المشكلة ؟ هل يمكن أن يكون هذا بمفعول سحر أو عين ؟ الأمر الآخر : هل استشارتي لكم تخرجني من الذين يدخلون الجنة بغير حساب الذين " على ربهم يتوكلون " ؟ و هل إذا طلبت من أحد أن يرقيني سواء كنت مصاباً بعين أو مجرد الشك في ذلك ، هل يعني أني لن أكون من الذين يدخلون الجنة بغير حساب أبداً ؟! وبارك الله فيكم .

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فحق الوالدة عظيم ، ومن حقها حسن التخاطب معها، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء:23}، وانظر الفتوى: 163833  .

فعليك أن تجاهد نفسك في التلطف في خطابها ، وأن تسأل الله أن يعينك على برها والتأدب في الحديث معها.

ولا ينبغي المبالغة في توهم الإصابة بالسحر والعين ، لكن لا يمتنع أن يكون نفورك من والدتك بسبب سحر أوعين ، وعلى كل فلا بأس أن ترقي نفسك سواء كنت مصابا أو غير مصاب . وانظر الفتوى: 28793.

وحديث: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ... رواه البخاري .

 اختلف العلماء في المراد بالذين لا يسترقون، فقيل: لا يسترقون على طريقة أهل الجاهلية الذين يعتقدون أن الأدوية نافعة بطبعها ولا يفوضون الأمر إلى الله تعالى ، وهذا اختيار ابن حبان في صحيحه ، وقيل: الذين لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم لكمال توكلهم على الله وتعلق قلوبهم به، ورجح هذا النووي في شرحه على صحيح مسلم. وانظر للاستزادة الفتويين 110983 112245 .

فمن طلب الرقية وقلبه متعلق بالراقي فلا إشكال في عدم دخوله في هؤلاء السبعين ألفا ، أما من طلب الرقية وهو مفوض أمره إلى الله ويعتقد أن الراقي مجرد سبب  فطلبه هذا لا يمنع دخوله في السبعين ألفا على قول ابن حبان.

والاستشارة لا تنافي التوكل ، فقد أمر الله نبيه بالاستشارة فقال سبحانه وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ {آل عمران:159}، وقال الله عن المؤمنين: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ {الشورى:38}،

والله أعلم.