عنوان الفتوى : حكم من اشترى أرضا ليبنيها فوجد بها قبورا

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

اشتريت قطعة أرض كانت وقفا بجوار مقبرة، وكانت هذه الأرض مزروعة منذ عشرات السنين، وأثناء الحفر للبناء فيها وجدت بعض القبور القديمة، فأخذت ما تبقى منها وتم دفنها في المقبرة. مع العلم أن البائع تنازل لي عن الأرض بسعر الملك، لأنه اشتراها من الواقف ولا نعلم أن فيها قبورا، فهل يجوز لي السكن في هذا البناء الذي قد أكملته وليس لي غيره؟ أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا إثم عليكم في ابتداء العمل في الأرض التي لم تكونوا تعلمون بوجود القبور بها، وكنتم علمتم أنها كانت أرضا مزروعة، وأما وقد وجدتم بعضا من بقايا وعظام الموتى فالواجب عليكم رد التراب على بقايا الرفات وعدم البناء في المكان المذكور، وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله: أسكن في قرية على حافة جبل وبجوارنا من الجهة اليمانية جبل مرتفع ومن الجهة الغربية حافة جبل، ومن الجهة الشرقية كذلك ومدرجات زراعية تحيط بنا، وعندي قطعة أرض بجوار مقبرة فعزمت على أن أبني لي بيتاً، لأن بيت والدي أصبح لا يسعنا، وبعد أن حفرت في نفس الأرض وطرحنا حجر الأساس للبيت، وجدنا قبوراً، فقمنا بإخراج العظم ونقلها إلى محل آخر حيث يوجد عندنا في القرية خندق تحت جبل يوجد فيه رؤوس وأيادي وأرجل وأجزاء من أجسام بني آدم وضعت من قديم الزمان، ولا ندري هل عملنا هذا مشروع أم لا؟ أفيدونا أفادكم الله، فأجاب: هذا العمل لا يجوز، فما دامت الأرض فيها قبور فالواجب تركها، فهي تبع المقبرة ما دامت المقبرة بجوار الأرض المذكورة فالواجب أن لا يتعرض لها، ولا ينبش القبور، وإذا حفر ووجد القبور يتركها، ولا يجوز للناس أن ينبشوا القبور، ويضعوا بيوتهم في محل القبور، فهذا تعد على محل الموتى وظلم للموتى لا يجوز، قد يجوز بعض الأشياء إذا دعت الضرورة إليها مثل إذا دعت الحاجة إلى شارع ينفع المسلمين واعترضه شيء من القبور ولا حيلة في صرف الشارع، فقد يجوز أخذ بعض المقبرة ونقل الرفات إلى محل آخر إذا كانت الضرورة دعت إلى توسعة هذا الشارع للمسلمين، ولا حيلة في صرفه عن المقبرة، أما أن يأخذ الناس من المقبرة لتوسعة بيوتهم فهذا لا يجوز. انتهى.

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: عن رجل حفر لتأسيس بيته فوجد عظاماً فأخرجها، فما حكم عمله هذا؟ فأجاب: إذا تيقن أو غلب على ظنه أنها عظام موتى مسلمين فإنه لا يجوز له نقل العظام، وأصحاب القبور أحق بالأرض منه، لأنهم لما دفنوا فيها ملكوها، ولا يحل له أن يبني بيته على قبور المسلمين، ويجب عليه إذا تيقن أن هذا المكان فيه قبور أن يزيل البناء، وأن يدع القبور لا بناء عليها، وفي مثل هذه الحال الواجب مراجعة ولاة الأمور.  

والله أعلم.