عنوان الفتوى : كيفية تأديب الناشز وعدم جواز الخروج في عدة الطلاق الرجعي

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

زوجتي تصلي وتصوم كل إثنين وخميس من كل أسبوع وتصون الزوج في ماله وعرضه، ولكنها لا تفهم، أو تعرف حق الزوج ولما أطلبها للفراش تتحجج بأنها غدا صائمة، أو من أجل صلاة الفجر وأيضا سليطة اللسان ولا تمشي إلا على كلامها، أو كلام أمها ورأيي أنا كزوج غير مهم، وعندها وسواس قهري في كل شيء ويؤثر علينا جميعا ليس هي فقط، وبسببه دائما نتشاجر فيرتفع صوتها العالي جدا والصراخ المستمر بسبب وبدونه وعلى مسمع الجيران، فإذا طلبت منها السكوت وعدم الصراخ تصرخ زيادة إلى أن أمد يدي عليها وأحيانا على وجهها كضرب الوالد لولده الرضيع، أو أضع يدي على فمها وأقول لها اسكتي فلا ترتدع إلى أن أدفها برفق بعيدا عني، ثم تبدأ سلسلة من الكلام السيئ لي متذكرة كل ما حدث من سيئات منذ تزوجنا إلى الآن، فلا أستطيع سماع هذه النوعية من الكلام حتى أترك أنا البيت وأخرج بعد المشاجرة وعند عودتي أقول لنفسي حرام من أجل ربنا أصالحها ولكنها تقول لي كلاما يزيد من غضبي منها مثل: أعوذ بالله من الشياطين وأن يحضرون، حسبي الله ونعم الوكيل ـ وعندما تراني تجري بعيدا وكأنني جربان معد ثم تغلق عليها الغرفة وإذا كنت أنا الغلطان وأحببت أن أصالحها بعد هذه الطريقة وأسلوب الكلام ازدادت، وتوالت السنون على هذه الأحوال كنا نتصالح ثلاثة أشهر على الأكثر في السنة والباقي خصام، حدث بيننا مرتين طلاق تهديد بأن قلت لها: تبقي طالق لو نزلت من البيت ـ في الأولى لم تنزل احتراما لقسمي، والمرة الثانية نزلت من البيت ولم تهتم بقسمي وكان القسم في المرتين المقصود به تهديد مع بعض الكرَه في النفس، فقال لي أحد الشيوخ أطعم عشرة مساكين، وهذه المرة قلت لها صراحة وأنا في كامل قواي العقلية وأقصد ما أقول، لأنني كنت في حالة كرَه شديد تجاهها: أنت طالق ـ يوم 21/4/2011 ميلادي فزغردت وقالت الحمد لله، أسأل الآن هل أرسلها إلى بيت أهلها؟ أم أترك لها منزل الزوجية مع أولادي وأعيش في منزل آخر؟ ولي منها ثلاثة أولاد فقط 18-17-15 سنة، وهل لها نفقة أم لا؟ وهل تعتبر هذه طلقة ثالثة لا تحل لي مرة ثانية؟ أم لا؟ وهل أنا آثم؟ الرجاء الإفادة وجزاك الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فحسن أن تكون الزوجة صوامة قوامة حافظة لزوجها في نفسها وماله، ولكن العبادة الحقة هي التي تظهر على سلوك المرء وتعامله مع الناس، وخاصة الزوج ومعرفة مكانته، والقيام بحقوقه على أكمل وجه ولمعرفة الحقوق بين الزوجين نرجو مراجعة الفتوى رقم: 27662.

وهذه التصرفات التي ذكرت أن زوجتك تقوم بها من المشاجرة معك ورفع صوتها عليك والصراخ في وجهك ونحو ذلك، إن كانت تقوم بها وهي في حالة وعي، فهي ناشز بذلك، والناشز قد شرع الإسلام تأديبها على وجه معين وخطوات محددة سبق لنا توضيحها بالفتوى رقم: 1103

فليس الطلاق، أو الضرب بأول الحلول، والشرع قد حرم الضرب على الوجه ولو للطفل، أو الخادم، فالزوجة أولى بالمنع من ضربها على وجهها، وانظر الفتويين رقم: 29242ورقم: 69.

وقول الزوج لزوجته: تبقين طالقا إن فعلت كذا ـ في حكمه تفصيل سبق بيانه بالفتوى رقم: 117836فراجعها للأهمية.

وإن كان الذي أفتاك بإطعام عشرة مساكين عالما موثوقا به، وكنت قد صورت له المسألة كما وقعت منك وعملت بفتواه، فلا حرج عليك في ذلك، علما بأن هذا الإطعام واحد من خصال كفارة اليمين، وهي مبينة عندنا بالفتوى رقم: 204.

وأما قولك لزوجتك بعد ذلك: أنت طالق ـ فتطليق لها باللفظ الصريح فيقع به الطلاق، وإذا أوقع الزوج الطلاق، ولم تكن هذه الطلقة الثالثة ـ كما يظهر في حال السائل ـ كان الطلاق رجعيا تلزم به العدة في بيت الزوجية فلا يجوز للمرأة أن تخرج من بيت الزوجية ولا يجوز لزوجها إخراجها منه، وتجب لها عليه النفقة وانظر الفتويين رقم: 47983ورقم: 57577، إن لم تكن طلقتها لنشوزها، أما إن طلقتها وهي ناشز فلا نفقة لها عليك، وتراجع الفتوى رقم: 101106.

وقولك: أم أترك لها منزل الزوجية؟ إن كنت تعني به تركه لكونها مطلقة فلا يلزمك تركه لأجل ذلك، فالمطلقة الرجعية ما دامت في العدة فهي في حكم الزوجة يجوز لزوجها الخلوة بها، كما بينا بالفتوى رقم: 150363. ويجوز للزوج أيضا رجعتها في عدتها من غير عقد جديد.

وقولك: هل أنا آثم؟ فلا يظهر لنا إثم فيما فعلت إلا فيما ذكرت من ضربك لها على وجهها، وأما مجرد طلاق الزوج زوجته فلا إثم فيه ما لم يكن طلاقا بدعيا كتطليقه لها في حيضتها، أو في طهر مسها فيه ونحو ذلك فإنه يأثم به.

والله أعلم.