عنوان الفتوى : ادعى المرض فأحيل على المعاش فما الحكم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما حكم من أحيل على المعاش في سن ٥٥ من عمره؟ كنت موظفا في الإدارة الفرنسية ووقع علي أذًا كثير من زملائي، وأكثرهن نساء ـ من عنصرية وعداء ـ ومع الوقت لم أستطع أن أتحمل ذلك مع أن عندي أطفالا، ولم أجد حيلة للنجاة من هذا الأذى إلى أن ذهبت إلى طبيب نفسي وادّعيت أن بي مرضا، وبعد محاولات كثيرة منه للعلاج لم يجد حلًا، وبإختصار أحلت على المعاش، مع العلم أن الإدارة كانت تأخذ من أجرتي بعض المال تأميناً على المرض، والآن أتقاضى معاشي القليل، لأنني لم أشتغل إلا ١٧ عشر سنة، وهذا لا يكفي للمعيشة، وقسط آخر من المال من صندوق التأمين على المرض، فهل هذا المال حرام أم حلال؟ مع العلم أن إيماني أنذاك كان ضعيفا جدا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما ما يمنح لك من معاش بسبب تقاعدك: فإن كان سببه ومبناه على ما ادعيته من المرض كذبا وخداعا: فلا يحل لك أخذه، لمنافاته مقتضى العقد مع جهة العمل، حيث إن استحقاق المعاش ـ حسب الظاهر ـ لا يكون إلا عند تحقق المرض المزمن أو بلوغ سن معينة ونحو ذلك مما يعجز فيه العامل عن العمل أو يشق عليه فيه، ولم يحصل شيء من ذلك سوى ما ادعيته وأوهمت به الطبيب خداعا فصدقك ومنحك الشهادة بناء عليه، فلا يبيح لك أخذ ذلك المعاش، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ.

{ المائدة: 1 }.

وقوله صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم.

رواه أبو داود.

وأما قسط صندوق التأمين على المرض: فلك أن تنتفع منه بقدر ما اشتركت به وليس لك أن تأخذ منه أكثر من ذلك، هذا مع التوبة النصوح مما كنت أقدمت عليه مما لايرضى الله عز وجل وأنت في حيرة من أمرك، واعلم أن من تاب تاب الله عليه، فبادر إلى توبة نصوح وأقبل على الله بالأعمال الصالحة، فبشرى ثم بشرى لمن وفق للتوبة النصوح، قال تعالى: ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ.

{التوبة: 118 }.

قال البيضاوي في تفسيره: ثم تاب عليهم بالتوفيق للتوبة ليتوبوا.

انتهى.

 والله أعلم.