أرشيف المقالات

البريد الأدبي

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
8 إلى الأستاذ سيد قطب ألا تستطيع يا أخي أن تكتب دون أن تغمز أو تلمز؟ أكلما كتبت شيئاً فأنت تفهمه أسوأ الفهم، وتؤوله أفسد التأويل؟ بعض هذا العجب وبعض تلك الكبرياء يا نابغة الزمان! وماذا تعنى بقولك إن بعض من ذكرت من الشعراء هم شعراء الوظيفة؟ أخشى أن أكون قد أضعفت جبهة شعراء الشباب بذكرك، وأن أكون بذلك قد مهدت لانتصار أستاذنا الجليل على أمثالك.

ثم هل هذا هو الذي يجب أن نهتم له؟ ألا تعرف من هو أستاذنا الجليل! إنه رجل يستطيع أن يقضي على الجهود التي بذلتموها يا معشر الشعراء الشباب في سبيل تجديد الشعر العربي.

وهاهو ذا قد أخذ يأتيكم من نواحيكم الضعيفة التي تجلت إحداها في كلمتك المتهافتة.

عنك هذا الغرور إذن.

وأقنع الأستاذ بنماذج من شعرك أو شعر غيرك لنكون إيجابيين في ردودنا.

ولأكن قد أسأت التمثيل، وهذا ما لا يدور في خلدي أنني وقعت فيه، فلماذا لم تتول أنت الرد؟ أو لماذا لم تشترك فيه؟ لقد كان في وسعي أن أقول إن ميدان الشعر لم يقفر بعد البارودي وشوقي وحافظ، لأنه لا يزال يزخر بمطران والجارم والعقاد وشكري ومحرم، وقد يكونون خيراً ممن توفوا إلى رحمة الله.

ولكني أثرت التباهي بكم لأن المستقبل لكم، فكيف نصل عن اللباب وتأبه بالسفساف؟ تفضل أنت فكن رائد الجيل واملأ شدقيك بما شئت؛ فإذا أصبت شيئاً من التوفيق فلن يكون أحب إلى من أن أصفق لك دريني خشبة إلى الناقد الأستاذ دريني خشبة أحسست يا صديقي، من الكلمة التي نشرتها في عدد (561) من الرسالة، وعنوانها شعراء الشباب والأستاذ الجليل (ا.
ع) أنه لا يطيب لك سماع رأي يخالف رأيك، سواء أكانت المخالفة كلية أو جزئية، بدليل تسميتك الكلمة البريئة التي وجهها الأستاذ (ا.
ع) إلى الشعراء الشباب (حملة تأديبية) الحق أولى، يا صديقي، أن يقال، أنه صار من اللازم اللازب أن تجرد حملات نقدية على الناقدين الذين يأخذون بناصر العجزة المهازيل من النظامين فإنك تعرف يا صديقي، أن الشعر روح، وأن الحياة الشعرية التي لا تفيض بالنعمة، ولا تشيع السرور بالنفوس والفرحة بالوجود ليست بحياة.
هل شعرت بشيء من ذلك حين قرأت ما نظم أكثر من ذكرت من أصدقائك شعراء الشباب؟ ليس بين معظم الشعراء الذين ذكرت من يطير بجناحين، بل فيهم من يمشي ويتسكع ولكن أكثرهم يزحف لا فارق، يا صديقي، بين ما قلته عن شعراء الشباب أنهم (أثمن قلادة يتحلى بها جيد مصر الحديثة، والشعر المصري الحديث، وبين ما كان يقوله كتاب مقدمات الكتب قبل عشرين أو عشرة سنين وفي ختام، أحيي باحترام الأستاذ الجليل (ا.
ع) الذي أثار هذه المسألة وأطالبه المزيد، لا حباً في النقد لذاته، بل حرصاً على نقاء تاريخ أدب هذا الجيل. حبيب الزحلاوي شعراء الشباب أشكر الأستاذ دريني خشبة ويشكره معي شعراء الشباب - والمتواضعون منهم خاصة - على وقوفه دونهم في كل مسألة تثار أو قضية تقام وأقل ما يملكه شعراء الشباب له اعترافاً بالجميل وحفاظاً على الصنيع - أن يتفقوا جميعاً على الثناء عليه في مجلة (الرسالة) التي نعرف من صاحبها ومن كاتبيها الجليلين (ا.
ع)، (ن) حسن النية، وشرف الأمنية للشعر العربي الحديث ومهما يكن بين الأستاذ خشبة وبين الأستاذ الجليل (ا.
ع) من خلاف فنحن الشعراء نعد من الخير لقضية الشعر المعاصر أن يكثر الناقدون له، المتبرمون به، المتكلمون فيه، حتى يمضى إلى الغاية التي يرجوها له كل غيور عليه وأنا سعيد كل السعادة لأن الأستاذ دريني سلكني مع طائفة من الشعراء أرجو أن أسمو إلى نباهة شأنهم، على الرغم من أنه نبه شأني بذكرى في عدادهم.
وهي طائفة اختص الله كل واحد منها بمزية لم تتح لغيره: - ما بين إشراق فكرة، وسريان فرحة، وحلاوة تعبير، وأصالة طبع، ورقة عاطفة، وحسن تصوير، وغزارة شعور، وصدق إحساس، وتسجيل لأحداث العصر ومناسباته الكبرى وموضع التباين بين مذاهب شعرائنا اليوم هو بعينه موضع الجمال في اختلاف الأزهار التي تتألف منها الطاقة الجميلة فلا يحق للوردة الناضرة أن تغضب، لأن البستاني الأنيق وضع بجانبها النرجسة الغضة، ولا يحق للنرجسة الغضة الفواحة أن (تتأفف)، لأن الزهار المتذوق وضع بجانبها الأقحوانة التي لا تفوح بالعبير.

فلكل زهرة جمالها.

حتى الزهرة المتسلقة على الجدران وكذلك لكل شاعر جماله.
وعلى الأستاذ مني السلام محمد عبد الغني حسن الدرزي لا الطرزي ينشر الدكتور (زكي مبارك) في جريدة المصري خواطر وهواتف مما توحي به (حياته اليومية) سمى فيها (خائط الثياب) طرزي - بدل ترزي - حاسباً أن تحريف النطق هو الذي حول الكلمة - وكثيراً ما يكون ذلك في الكلمات التي تتحد أو تتقارب مخارجها - وغاب عن الكاتب الفاضل أن الأصل والتحريف كليهما خطأ، وأن الصواب أنها (الدرزي) ودرز الثوب خياطته.
وأولاد درزة السفلة والخياطون والحاكة والغوغاء.

أما الطراز أو الطرز أو التطريز التي يراد إرجاع الكلمة إليها فبعيدة كل البعد، لأن الطراز علم الثوب والهيأة والنمط.
والطرز بإسكان الراء الشكل.
وفي اللسان أن أم المؤمنين (صفية) قالت لزوجات النبي: من منكن مثلي؟ أبي نبي، وعمي نبي، وزوجي نبي.

فقالت لها عائشة رضى الله عنها: ليس هذا من طرازك.
تقصد من نفسك.

لأنه تعليم النبي ﷺ إياها.
إبراهيم علي أبو الخشب

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣