عنوان الفتوى : التقصير في حقوق الأم المسيئة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا فتاة عمري 23سنة لم أتزوج، أعاني من أمي كثيرا حيث إنها لا ترضى عن أي عمل أعمله لأجلها، تفرق بيني وبين أخواتي، كثيرا ما تنقدني وتدعو علي وتقول لا أتشرف بك، وتتحكم في كل شيء حتى لبسي ولا تريدني أن أخرج ولا أن يأتي إلي أحد بعكس أخواتي ترحب بصديقاتهن وتحب حتى صديقاتهن، حتى مدارس التحفيظ أذهب لها بعد بكاء مرير أنا أقوم بخدمتها ومع ذلك تقول أنت لا تنفعين ومن سيتزوجك، وأنت قبيحة حتى أني كرهت نفسي وكرهتها كثيرا، مع أني أحاول أن أحبها لكن لا أستطيع فأنا مجروحة منها حتى أصبحت أقصر في حقها لكرهي لها. وأنا خائفة من عذاب الله لكن لا أستطيع حبها، وخائفه أن يعقني أبنائي؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

   فإن الوالد أبا كان أم أما مطالب شرعا بالتسوية بين الأولاد في المعاملة، فإن ذلك أدعى إلى بر الأبناء بآبائهم، وأرفع للشحناء والبغضاء بينهم، ففي حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أيسرك أن يكونوا لك في البر سواء؟ قال: بلى، قال: فلا إذن. رواه مسلم.

 وانظري الفتوى رقم: 97569.

 وعليه، فإن كانت هذه الأم تميز بينك وبين بقية أخواتك وتسيء إليك فإنها مخطئة بذلك. فينبغي أن تنصح برفق ولين ويبين لها خطأ ما تفعل، وينبغي أن يكون هذا النصح ممن يرجى أن ينفعها نصحه.

  وفي المقابل فإنه يجب عليك بر أمك والإحسان إليها مهما قدمت إليك من إساءة، فإن هذه الإساءة لا تسقط عنك برها، وراجعي الفتوى رقم: 21916.

 فتقصيرك في حقها أمر منكر وعقوق ظاهر يجب عليك التوبة منه، فإن العقوق من الكبائر كما بينا بالفتوى رقم: 78838. ومن تاب تاب الله عليه فلا يؤاخذه بجريرته. ومجرد الكره القلبي لا يؤاخذ به صاحبه إن لم يترتب عليه قول أو فعل كما بينا بالفتوى رقم: 20332.

  ونوصيك بالتماس أسباب سوء معاملة أمك لك دون بقية إخوتك، فقد يكون قد حصل منك تقصير تجاهها من حيث لا تشعرين فكان ذلك سببا في هذه المعاملة، أو فعلت شيئا أساءت فهمه.

 وعليك بمداراتها والتلطف بها حتى تتمكني من إزالة ما في نفسها تجاهك، واستعيني في ذلك ببعض العاقلات من أخواتك وخالاتك وغيرهن، ولا تنسي أن تكثري من الدعاء عسى الله تعالى أن يصلح أحوالكما.

  والله أعلم.