عنوان الفتوى : أمور تجنبك الوساوس

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أشك أني أحسد الناس، أو أن الناس تحسدني حتى أني أشك في أني أحسد أهلي أو نفسي أو كذا، فأظل أبرك على أهلي وعليّ أو على من أشك أني أحسده، وأقول اللهم إني أعوذ بك من شر حاسد إذا حسد، وأفعل المثل عندما أشك أن أحدا يحسدني، ومن كثرة تكرار الأمر، وإني أخاف أن أفكر في حسد شخص ما، فاني أحسده فعلا. أي عندما أقول لك لا تفكر في سيارة زرقاء فإنك تفكر فيها فعلا، فصار ذهني يحسد، ثم يحاول إصلاح ما فعل، وهكذا، وصارت هذه الأفكار تتوالى علي كثيرا من حيث لا أدري، وفي مواضيع مختلفة كالصحة والعلم.. إلخ، وكلما تأتي أدعو الله أن يبارك في من أشك أنني أحسده، وأن يبارك عليه كما سبق أن شرحت، وصارت تأتيني أفكار أخرى كالدعاء على نفسي أو من أحب أو أي شخص، فأقوم بالدعاء لي أو له، وتأتيني هذه الأفكار وأنا أدعو عموما، فيكون لساني يدعو بالخير وعقلي يفكر في عكس ما أدعو به، أو يفكر في الشر أو أن دعائي قد يتضمن شرا، وقد يفسره تفسيرا منطقيا. مثلا أجد عقلي يقول إن الشر مثلا أو المكروه الذي يصيب الإنسان يجازى به خيرا، فهو خير مع أني لا أريد أن أصاب بمكروه، ولا أريد أن أدعو بذلك، أنا أريد الخير فأظل في حلقة مفرغة، ولا أدري ماذا أفعل لأدعو الدعاء الصحيح ؟ فكيف أتخلص من هذه الأفكار، وهل عندما تأتيني وأحسد الشخص أو أدعو عليه في ذهني فهل يقع هذا الحسد أو الدعاء عليه ؟ وهل علي الدعاء له أو لأهلي أو لي كلما تأتيني هذه الأفكار كي لا يصيبه أو يصيبنا مكروه؟ وأيضا عندما أشك أن أحدا حسدني أو قد يحسدني أو يحسد أهلي فماذا أفعل ؟ هل علي الدعاء والاستعاذة كلما شعرت بهذا ؟ هل يجوز ترك العنان لتلك الأفكار كي أتمكن من تجاهلها ؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننصحك بأن تحصن نفسك وعيالك بالتعوذات المأثورة صباحا ومساء، وتوصي من يعقل من العيال بالمواظبة على التعوذ والأذكار المأثورة.

وأعرض عن الوساوس والتفكير في هذا الأمر، فإن الإعراض الكلي عن الوساوس هو دواؤها الناجع بإذن الله تعالى.

وأعظم ما يعين على ذلك هو تعمير وقتك وشغل طاقاتك بما يعود نفعه عليك وعلى الأمة من تعلم علم أو الاشتغال بعمل مفيد، مع صحبة الأصدقاء الخيرين المستقيمين الذين يدلون على الخير ويعينون عليه.

 فحاول أن تعمل برنامجا لحفط القرآن وحفظ مختصرات كتب السنة وكتب الفقة، وليكن عندك وقت يومي تطالع فيه سير السلف وقصص الأنبياء، فإن دراسة أخبار هؤلاء تجعل الإنسان يعيش في عالم آخر، ويجعله يتعلق بمعالي الأمور، وكسب ما ينفعه في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.