عنوان الفتوى : من أحكام الشركة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

نرجو إفادتنا فيما يلي: مجموعة من الأشخاص أنشؤوا شركة، وجعلوا لأحد أصدقائهم حصة فيها دون مقابل، علما بأن الشركة بدأت بدون رأس مال مدفوع، إذ اعتمدت على تمويل أحد البنوك الإسلامية، فطلب هذا الصديق أن يكتبوا حصته باسم شقيقه في العقد الرسمي ـ لأسباب تخصه ـ وبعد سنتين طلب الصديق من شقيقه تصحيح الوضع بإعادة كتابة الحصة باسم الصديق ـ باعتباره المالك الحقيقي لها ـ فاستجاب على الفور ودون أي تعليق، ونمت هذه الشركة وربحت ـ بفضل الله ـ والصديق يعمل فيها مع شركائه، وبعد 25 سنة طلب منه الشركاء أن يخرج مقابل إعطائه حقه فقبل، وقدروا هذا الحق وأعطوه 40% منه ثم حصلوا منه على عقود التخارج الرسمية، وامتنعوا عن سداد باقي الحق بدعوي أنهم عندما جعلوا له حصته قبل 25 عاما، إنما جعلوها له ولشقيقه، في حين أنهم لم يبلغوه بذلك في حينه، وإنما يتذرعون بذلك للامتناع عن السداد، وظهر شقيقه يطالبه بنصف الحق المقرر له ـ حتى الآن ـ زاعما أنه كان يعلم ذلك منذ: 25 عاما، علما بأنه كان يرى أخاه يتصرف في الحصة تصرف المالك المفرد، ولم يطلب منه أية معلومة أو ميزانية أو موقفا ماليا أو شيئا من حقه المدعي، رغم تواتر الدواعي المقتضية لذلك ـ من ظروف اجتماعية واقتصادية وصحية ـ طيلة خمسة وعشرين عاما، وانتفاء الموانع المادية والأدبية التي قد تمنعه من المطالبة، إضافة إلي تنازله الفوري عن كامل الحصة عندما طلب منه شقيقه تصحيح الوضع في العقد الرسمي، وكان في مقدوره أن يتنازل ـ فقط ـ عن حصة شقيقه، ويستبقي لنفسه الحصة التي يدعيها، كما أن هناك من القرائن ما يفيد علم هؤلاء الشركاء أن هذا الشقيق غير شريك. و

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه المسألة فيها خصومة، ومسائل الخصومات لا بد من الرجوع فيها إلى المحاكم الشرعية، لتسمع من طرفي الدعوى ـ المدعي والمدعى عليه ـ وتقف على البينات وحجج الخصوم، لتعطي كل ذي حق حقه.

لكن نجيبك على وجه الإجمال بناء على ما فهمناه من السؤال، وهو أن الشريك الذي وهب له الشركاء حصة في الشركة قد كتب حصته باسم أخيه كتابة صورية لا تمليكا، ثم عاد وكتب نصيبه باسمه. وبناء عليه، فلا حق للشقيق في نصيب أخيه، لأن مجرد كتابة النصيب باسمه مؤقتا لا يعطيه الحق في تملك النصيب أو امتلاك جزء منه، وعلى الشركاء أن يدفعوا إلى شريكهم باقي حقه لديهم ولا عذر لهم فيما ذكروه، ما داموا قد وهبوه الحصة لنفسه خالصة.

والله أعلم.