عنوان الفتوى : رجل مسن لا يرتاح إلا بالكفر وسب الله والرسول!!

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما علاج من لا يرتاح إلا بالكفر وسب الله والرسول لرجل مسن، وخاصة عندما يريد النوم حيث لايستطيع ذلك إلا بعد أن يكفر. هل هو نوع من المس مع أنه متمكن من أمور دينية كثيرة؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن سب الله سبحانه وتعالى وهو يعي ما يقول فقد كفر نص على ذلك أهل العلم.

 قال ابن قدامة رحمه الله في ‏المغني: فصل: ومن سب الله تعالى، كفر سواء كان مازحاً أو جاداً. وكذلك ‏من استهزأ بالله تعالى أو بآياته أو برسله أو كتبه، قال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا ‏كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. انتهى. ‏

و قال ابن تيمية رحمه الله في كتابه الصارم المسلول:  فصل فيمن سب الله تعالى. فإن كان مسلما وجب قتله بالإجماع لأنه بذلك كافر مرتد وأسوأ من الكافر، فإن الكافر يعظم الرب، ويعتقد أن ما هو عليه من الدين الباطل ليس باستهزاء بالله ولا سبة له، إلى أن قال: فإن الناس مجمعون على أن من سب الله تعالى من المسلمين يقتل، وإنما اختلفوا في توبتهانتهـى.

وأما من كان فاقد العقل فهو غير مؤاخذ فقد قال صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق. رواه النسائي وغيره وصححه الشيخ الألباني.

وأما العلاج لمن كان عاقلا مدركا فهو بترهيبه من هذا الأمر الخطير وبيان حكمه والدعاء له بالهدى وحضه على التوبة والإنابة والبعد عن هذا الأمر الشنيع  فقد روى مالك والشافعي رحمهما الله: أنه قدم على عمر رجل من قبل أبى موسى فقال له عمر: هل كان من مغربة خبر قال: نعم, رجل كفر بعد إسلامه فقال: ما فعلتم به ? قال: قربناه فضربنا عنقه. قال عمر: فهلا حبستموه ثلاثا و أطعمتموه كل يوم رغيفا واستتبتموه لعله يتوب أو يراجع أمر الله اللهم إنى لم أحضر و لم أرض إذ بلغني. انتهـى.

ولو أنكم أخذتم بعض الكتب المفيدة في هذا المجال وأعطيتموها له ليقرأها في حال خلوته بنفسه فنرجو أن يكون ذلك مفيدا له لا سيما إذا شفعتم ذلك بالدعاء.

  فقد روى أبو نعيم في الحلية: أن رجلا كان ذا بأس وكان يوفد إلى عمر لبأسه وكان من أهل الشام وأن عمر فقده فسأل عنه فقيل له تتابع في هذا الشراب، فدعا كاتبه فقال اكتب: من عمر بن الخطاب إلى فلان سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير. ثم دعا وأمن من عنده ودعوا له أن يقبل الله بقلبه وأن يتوب عليه. فلما أتت الصحيفة الرجل جعل يقرأها ويقول غافر الذنب قد وعدني الله أن يغفر لي، وقابل التوب شديد العقاب قد حذرني الله عقابه ذي الطول والطول الخير الكثير لا إله إلا هو إليه المصير. فلم يزل يرددها على نفسه ثم بكى ثم نزع  فأحسن النزع، فلما بلغ عمر أمره قال هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخا لكم زل زلة فسددوه ووفقوه وادعوا الله أن يتوب عليه ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه.

كما ننصح أيضا بعرض هذا الرجل على متخصص في الرقية الشرعية ملتزم بالكتاب والسنة ليرقيه وسيعرف حينئذ هل هو ممسوس أو غير ممسوس.

والله أعلم.