عنوان الفتوى : ترغب بالزواج ممن أحبته ويتعنت أهلها في الموافقة

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا فتاة عمري 26 مهندسة من عائلة محترمة في محافظتي ومتوسطة الحال تعرفت على شاب يريد خطبتي وأنا في صراع مع أهلي منذ3 سنوات. هو لم يكمل دراسته لكنه يعمل ويكسب الحلال ويستطيع تدبر أمور الزواج، خلقه طيب وذو دين، وقد سأل أبي عنه وعن عائلته ولم يسمع عنه إلا الكلام الطيب. أرسل أهله لخطبتي وأمي أساءت الاستقبال، ذهب الشاب لمقابلة أبي لكن أبي طلب منه أن يعود ريثما يجد عملا حكوميا، ووعده إن كانت أمور عمله على ما يرام بالموافقة. لكن أمي تعمل ما بوسعها لئلا يوافق أبي وكلما اقتربت موافقته تخبره أنها ستترك البيت وتذهب إلى أهلها وباتوا يتهمونني بأشياء ـوالعياذ بالله ـ بسبب تعلقي به وإصراري عليه، أنا أجد سعادتي معه وما من عيب فيه سوى أنه بنظر أمي سيجلب لنا الخجل أمام الناس لأنه لا يملك شهادة جامعية، وأنا أدري أنها تهتم بنظرة المجتمع أكثر من اكتراثها لراحتي وسعادتي وتفضل الفقير بشهادة عليه ولو كان من عائلة أدنى مستوى، وأبي بات يضع كل عراقيل وأزمات الدنيا عليه، وعندما أخبرهم أن الله هوالرزاق يسخرون من كلامي ومع إصراري بات الضرب وسيلتهم الوحيدة لردعي حتى جسدي أنهكه الضرب بطريقة مؤذية جدا، وحجتهم أنهم يخافون علي. ويقول أبي عنوستي ولا هذا الشاب ويوافقون على أي شخص آخر ولو كان يكبرني سنا بعقدين تقريبا أو وضعه المادي أقل من وضعنا، المهم الشهادة الجامعية. حان وقت عودة الشاب لأبي حسب وعد أبي له لكن الخوف من أبي بسبب أمي وسيفقد أعصابه وينهال علي ضربا، ولي حق في حياتي المستقرة. وأفضل حياة متوسطة بقناعتي عن حياة مترفة مع عدم قناعة بهدف إرضاء المظهر الاجتماعي لأنني أنا من سأتزوج هذا الإنسان الذي ارتحت له بقلبي وعقلي واستخرت الله فيه. وليس المجتمع والناس؟ أرجو المساعدة والمشورة والنصح لتكون وسيلتي وحجتي لإقناع أبي بالموافقة. أعاني كثيرا والضرب والقسوة تبعدني عنهم كثيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الدخول في تفاصيل ما يحدث نذكرك أيتها السائلة بحق والديك وأن طاعتهما في المعروف واجبة عليك فإنهما الشخصان الوحيدان اللذان لا يُتهمان في تصرفهما مع ولدهما لما أودع الله في قلوبهما من الرحمة والشفقة, والأولى لك في كل حال أن تنصاعي لإرادتهما فهذا إن شاء الله هو الخير ولو لم يكن فيه إلا طاعتهما والانقياد لهما لكفى بذلك خيرا وبركة, خصوصا أنهما لا يرفضان لمجرد التعنت، وإنما يرجعان ذلك لبعض الأسباب التي لها حظ من النظر وإن كانت لا تسوغ الرفض بحال, فإن الكفاءة إنما تعتبر بالدين والخلق فإذا كان الرجل مرضيا في خلقه ودينه فهو كفء للمرأة بغض النظر عن تعليمه أو ماله أو نسبه, هذا هو الراجح من كلام أهل العلم كما بيناه في الفتوى رقم: 19166.

وعلى ذلك فإنا ننصحك أن تنصرفي عن الزواج بهذا الرجل نزولا على رغبة والديك وحفاظا على سلامة الأسرة بل هذا هو الواجب عليك طاعة لوالديك.

ولكن إن غلب على ظنك حصول ضرر لك من ترك هذا الزواج أو الوقوع في شيء من معصية الله بسبب ذلك, فعليك حينئذ أن تتوجهي لوالديك بالاستجداء والتلطف فتعلميهما أن الشرع قد كفل للمرأة حق اختيار زوجها ما دام كفؤا لها, وأنه لا يجوز لأحد أن يحول بينها وبين ذلك, وأن الكفاءة تتحقق بالخلق والدين, كما بيناه في الفتوى المحال عليها آنفا، وأنه ينبغي أن يغض الطرف عما سوى ذلك من المال والنسب وغيرهما فكل ذلك من متاع الدنيا الزائل وعرضها الفاني.

ويمكنك أن تستعيني عليهما ببعض أرحامك كالأعمام والأخوال, فإن أصر الوالد على رفضه فإنه عاضل, وعضله يسوغ لك رفع الأمر للقضاء الشرعي ليرفع عنك عضله، فإن لم تتمكني من ذلك لكونك ببلد لا يوجد به قضاء شرعي فعند ذلك لك أن ترفعي أمرك إلى المراكز الإسلامية المتخصصة في النظر في مصالح الجاليات الإسلامية وسيرشدونك إلى ما يوافق الشرع من رفع الأمر للقضاء أو عدمه, وراجعي حكم العضل في الفتويين رقم: 71740, 25815.

وفي النهاية ننبه على أمرين:

الأول : أنه يجب عليك أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب فورا فإن العلاقة بين المرأة والرجل الأجنبي علاقة محرمة, وقد كانت هذه العلاقة سببا في هذا البلاء فإنك لو اتقيت الله ووقفت عند حدوده, وأعرضت عن هذه العلاقات مع الأجانب, لما تعلقت بهذا الرجل ولسهل عليك تركه وقطع علاقتك به, ولكنك سلكت سبيلا محظورا واسترسلت في علاقتك به ففتح عليك ذلك من الحرج والتعسير ما قد رأيت وصعب عليك فراقه بعد ذلك. وراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها:  121866121135, 3672.

الثاني: أنه لا يجوز للوالدين أن يضربا ولدهما ـ ذكرا أو أنثى ـ ضربا مبرحا شديدا ولو في حال التأديب بل يقتصر على الضرب غير المبرح الذي تؤمن عاقبته, وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 14123.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
لا حرج في طلب الرجل الزواج ممن رفضته قبل ذلك
من وعد فتاة بالزواج ثم رغب عنها لكونها مطلّقة
توقف المرأة عن الدعاء بالزواج من شاب معين إن رفضه الأهل
رفض الشاب لأجل وضعه المادي
نصائح لمن ابتلي بعشق فتاة وتوقف عن طلب العلم ورفضت أمّه زواجه منها
تعرف على فتاة وأسلمت على يديه وكان يريد نكاحها فاغتصبت وحملت
مآلات نكاح السافرة
لا حرج في طلب الرجل الزواج ممن رفضته قبل ذلك
من وعد فتاة بالزواج ثم رغب عنها لكونها مطلّقة
توقف المرأة عن الدعاء بالزواج من شاب معين إن رفضه الأهل
رفض الشاب لأجل وضعه المادي
نصائح لمن ابتلي بعشق فتاة وتوقف عن طلب العلم ورفضت أمّه زواجه منها
تعرف على فتاة وأسلمت على يديه وكان يريد نكاحها فاغتصبت وحملت
مآلات نكاح السافرة