عنوان الفتوى : قد يكون الزواج عونا على الدراسة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

سيدي تبدأ حكايتي عندما انتقلت للعيش في بيت خالي لفترة لظروف معينة، وكانت ابنة خالي تصغرني بـ 10 سنوات، وكان إخوتها يعاملونها معاملة سيئة، ومن طبيعتي أكره هذه المعاملة، فبدأ دفاعي عنها ومحاولتي الأخذ بيها إلى سبيل الرشاد، ومع الأيام - نسأل الله المغفرة - حصلت بيننا بعض التجاوزات - نتيجة لوجودنا في بيت واحد وقربي وقربها مني، وعلم أخوتها بذلك، ورفض إخوتها بقائي في المنزل، ولكني كنت أشعر فعلا أني قريب منها، فأخبرتهم أني أريدها زوجة، فرفضوا بحجة السن، على الرغم من موافقة أمها لي ورغبتها الجامحة في ارتباطي بابنتها، تركت المنزل على إثر هذا الخلاف على وعد من أمها بمخاطبة خالي المسافر في إحدى البلاد العربية حين عودته، حاولت استمالة إخوتها طوال الفترة السابقة، ولكن كنت دائما أقابل بالرفض، بل بالسب أحيانا مما اضطرني في مرة إلى مخاطبة خالي في التليفون وطلب يد ابنته، فأخبرني بإرجاء الموضوع لحين عوته، وها قد حان وقت عودته، وبالتأكيد هو ينتظر لقائي، مشكلتي في أني أخشى أن أكون قد تسرعت في اتخاذ القرار خصوصا أنها لا يزال أمامها دراسة طويلة، ولم تتضح معالم مستقبلها بعد، فأخشى أن لا يحدث التوافق المطلوب فيما بعد، ومن ناحية أخرى فلست بمن يعطي وعدا ثم يخلفه أو يتنصل من مسئولية ألقاها على عاتقه القدر، لا أزعم أني جيد، ولكن أعلم أن خطئي وأيضا خطأها كان نتاجا لظروف معينة لا لثبات الخطأ في نفس كل منا ـ معذرة لأني أطلت عليكم، ولكن هذا الموضوع يؤرقني وأحتاج إلى بصيرة نافذة تنير لي الطريق، أفتوني في أمري ما كنت قاطعا أمرا حتى تشهدون- جزاكم الله عني وعن كل المسلمين خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم توضح لنا ماهية هذا الخطأ الذي كان منك مع هذه الفتاة، فإن كان ما حدث من جنس مقدمات الفاحشة دون الوقوع فيها فيجب عليك التوبة إلى الله سبحانه، ثم لا حرج عليك إن أنت أقدمت على الزواج من هذه الفتاة إن أردت ذلك، وإلا فإنه لا يلزمك الزواج منها.

أما إن كان هذا الخطأ قد وصل إلى الفاحشة – والعياذ بالله – فإنه لا يجوز لك أن تتزوج بها إلا بعد أن تتوبا إلى الله توبة صادقة، فإنه لا يجوز زواج الزاني بمن زنا بها إلا بعد توبتهما؛ كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 38866.

وأما ما تذكره من تخوفك من بعض الأمور التي قد تكون سببا في عدم التوافق، فالأمر في هذا يرجع إليك وإلى تقديرك، لكنا على أية حال لا نرى أن الدراسة عائقا أمام الزواج، بل قد يكون الزواج عونا عليها، أما ما تتوجس منه من معالم المستقبل فلا تشغل نفسك به، فالمستقبل بيد الله سبحانه وحده.

وأما أمر إخلاف الوعد فلم تذكر في حديثك أنك وعدت بالزواج، وحتى إن كان قد حصل منك وعد ثم أردت الرجوع لسبب ما فلا حرج عليك في الرجوع، بل إنه يجوز لك الرجوع دون أسباب؛ ولكن مع الكراهة.

والله أعلم.