عنوان الفتوى : حكم السحر ووجه إخبار السحرة ببعض الغيبيات

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

فإننا نسمع عن السحرة وتعاملهم مع الشياطين. سؤالي: كيف تتم هذه المعاملة بين الإنسان والشيطان، وهل يرى الإنسان الشيطان الذي يتعامل معه وجها لوجه، هل يسمع كلامه دون أن يراه، هل يوحي إليه دون أن يراه أو يسمعه؛ لأن كثيرا من السحرة والمشعوذين يقومون بذكر بعض المعلومات عن الذي يستعين بهم ويعطون معلومات في منتهى الدقة في بعض الأحيان. فمن أخبرهم ذلك؟ وفي بعض الأحيان تكون هذه المعلومات غيبية أي لم تحدث بعد، ويحدثها الله كما وصف ذلك الكاذب، نعلم انه لا يحدث شيء إلا بإذن الله .ولكن ضعاف القلوب يومنون بهذه الأكاذيب. ويعلم الله أني ما صدقت كاهنا ولا ساحرا بل لم آت ساحرا ولاكاهنا أبدا؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالسحر من أعظم الذنوب، وقد دل القرآن على أنه كفر، قال تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تكفر{البقرة:102}

وقد عده رسول الله صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات، وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذهاب للسحرة، فقال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. قال المنذري : إسناده جيد.

أما عن سؤالك عن كيفية تعامل الساحر مع الجن، فلا علم لنا بذلك، ولا نرى فائدة في البحث عن هذه الأمور.

وأما عن إخبار السحرة ببعض الأمور الغيبية، فبعض ذلك يكون مما يخطفه الجن من خبر السماء، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهان فقال: ليس بشيء. فقالوا يا رسول الله إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة. متفق عليه.

كما أنهم في كثير من الأمور يستعملون الحيل الخبيثة والتلبيس على الناس، ولا شك أن المؤمن يعلم أن الغيب لله، وأن النفع والضر بيد الله وحده، فلا يتوكل إلا عليه ولا يخشى سواه.

والله أعلم.