عنوان الفتوى : إساءة الأب إلى امرأته وأولاده هل تسوغ عقوقه ومقاطعته

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا فتاة سعودية أبلغ من العمر 24 وبضعة أشهر لم يرزقني الله بعد بالزوج الصالح أدرس الطب في السنة الأخيرة وأنا الكبرى لدى أسرتي المتكونة من ثلاث شقيقات وثلاثة إخوة سؤالي يتلخص بحكم بر الأب إذا كان ذا قلب حجري ولا ينفق علينا ويأخذ راتب أمي بالإكراه ويضربنا ضربا مبرحا جميعنا حتى أمي التي تحاول قدر استطاعتها كسب رضاه بل إنه لا يتوانى عن ضربي رغم أني وصلت لهذا السن لأتفه الأسباب وهذا غير الكلمات الجارحة التي يلقيها علينا وتعامله القاسي معنا وسيطرته لدرجة أنه يمنعنا من الخروج من المنزل ولا يعطينا مصروفا بل إنه يضرب أمي ضربا شديداً لدرجة أن جسدها يسود من الضرب ويشهد الله أنني أكتب هذا

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما يقوم به هذا الوالد -إن صح- من ضرب ابنته لغير مسوغ وإهانته وأخذ مالها أو مال غيرها من أخواتها مع حاجتهن إليه من الإثم، فيجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى، وتسويغ بعض الآباء لما يقوم به من ظلم لأولاده بوجوب طاعته وبره وخطورة مخالفته وسخطه على الولد هو من قبيل الغرور الشيطاني واتباع الهوى فبر الوالدين والإحسان إليهما صحيح أنه واجب ومؤكد،وتقصير الوالد في شيء من واجباته لا يبيح عقوقه، ولكن مع ذلك على الوالد واجبات كوالد من نفقة وتربية وغير ذلك، وعليه حقوق كفرد من أفراد المسلمين كوجوب كف الأذى والبعد عن أعراض المسلمين وأموالهم. وهذه الواجبات لا تسقط عن الأب بحجة وجوب طاعته ولا بحجة أخرى، كما أن بره وطاعته لا تسقط عن الولد بوجه من الوجوه.

وعليه فيجب على أبي السائلة أن يكف عما هو فيه من أذاها والاعتداء على ممتلكات أولاده لغير مسوغ، كما يجب طاعته وبره والإحسان إليه ولو أساء ويحرم مقاطعته.. وننصح برفع الأمر إلى بعض أهل الخير والصلاح من ذوي الوجاهة والسلطة لعلهم يستطيعون وعظه وزجره عما يفعل، وللمزيد من الفائدة تراجع في ذلك الفتويين رقم: 6630، 56480.

والله أعلم.