عنوان الفتوى : حديث: يا ملائكتي هذا عبد من عبادي أكثر الصلاة على حبيبي محمد

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

قرأت هذا الحديث ما مدى صحته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (من قرأ هذه الصلاة مرة واحدة كتب الله له ثواب حجة مقبولة وثواب من أعتق رقبة من ولد إسماعيل عليه السلام فيقول الله تعالى "يا ملائكتي هذا عبد من عبادي أكثر الصلاة على حبيبي محمد فبعزتي وجلالي ووجودي ومجدي وارتفاعي لأعطينه بكل مرة صلى قصرا في الجنة وليأتني يوم القيامة تحت لواء الحمد ونور وجهه كالقمر ليلة البدر وكفه في كف حبيبي محمد هذا لمن قالها كل يوم جمعة) أسالك اللهم بالأسماء التي دعاك بها آدم عليه السلام ونوح وإبراهيم وإسماعيل وصالح ويونس وأيوب ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وشعيب وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى بن مريم عليهم السلام وعلى جميع النبيين والمرسلين أن تصلى على محمد نبيك عدد ما خلقته من أن تكون السماء مبنية والأرض مد حية والجبال مرساة والبحار مجراه والعيون منفجرة والأنهار منهمرة والشمس مضحية والقمر مضيئا والكواكب مستنيرة كنت حيث كنت لا يعلم أحد حيث كنت إلا أنت وحدك لا شريك لك... اللهم صل على محمد عدد حلمك وصل على محمد عدد علمك وصل على محمد عدد كلماتك وصل على محمد عدد نعمتك وصل على محمد ملئ سماواتك وصل على محمد عدد ما جرى به القلم في أم الكتاب، اللهم صل على محمد عدد ما خلقت في سبع سماواتك وصل على محمد عدد ما أنت خالقه فيهن إلى يوم القيامة في كل يوم ألف مرة اللهم صل على محمد عدد كل قطرات من سماواتك إلى أرضك من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة في كل يوم ألف مرة، اللهم صل على محمد عدد من يسبحك ويهللك ويكبرك ويعظمك من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة في كل يوم ألف مرة؟ اللهم صل على محمد عدد السحاب الجارية و صل على محمد عدد الرياح الذارية من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة ألف مرة اللهم صل على محمد عدد ما هبت عليه الرياح و حركته من الأغصان و الأشجار و الأوراق و الثمار و جميع ما خلقت على أرضك و ما بين سمواتك من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة في كل يوم ألف مرة . اللهم صل على محمد عدد نجوم السماء من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة في كل يوم ألف مرة.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمخايلُ الوضع بادية على هذا الحديث، ولم نجده فيما بين أيدينا من المراجع الحديثية، فالظاهر أنه مما وُضع في الأعصار المتأخرة، فقبح الله واضعه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. متفق عليه.

فلا يجوز لأحد رواية هذا الحديث إلا مع بيان كذبه وبطلانه، وهذا الحديث مع كونه لا إسناد له يُعرف به فألفاظه ركيكة وعباراته غثة، وفيه من الكلمات المحدثة المولدة فضلاً عن اللحن اللغوي في مثل قوله (مدحية) وصوابه (مدحوة)، ما يقطع معه من شم رائحة العلم وأشرقت على أرض قلبه شمس كلام النبوة أن هذا لا يمتُّ إلى كلامه صلى الله عليه وسلم بسبب، بل واضعه جاهل كل الجهل بكلام العرب، ثم قوله (عدد ما خلقته من أن تكون) كلام أعجمي لا يُفهم له معنى أصلا، وقوله (عدد كل قطرات...) ظاهرُ السماجة والغثاثة، في نظائر كثيرة لا تُحصى إلا بكلفة، وبالجملة فهذا الكلام باطل ظاهر البطلان لا يخفى هذا على من له انتماء لعلوم هذه الشريعة، فعلى المسلمين أن يحذروا من مثل هذا الكذب وأن يُحذروا الناس منه، وفي الصحيح والحسن غنية وكفاية والحمد لله.

والله أعلم.