عنوان الفتوى : الإمام ملزم بالإتيان بركعة عوضا عن التي ترك فيها الفاتحة بخلاف المأمومين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سؤالي يتعلق بسجود السهو حيث إننا كنا في صلاة المغرب فقام الإمام لركعة رابعة فلم نتابعه أنا وبعض الإخوة ولكن تبين لنا بعد الصلاة أن الإمام نسي قراءة الفاتحة في الركعة الثالثة فألغى الركعة وأشار لمن هم خلفه بمتابعته، رآه البعض ولم نره نحن، وقد تناقشنا في هذه المسألة لنعلم ما هو الصحيح فيها، فاختلفت الأقوال وقد نقل لنا بعضهم أن صلاة من لم يتابعه في هذه الحالة قد بطلت وذلك لأن الإمام في هذه الحالة ألغى الركعة ولم يكن ساهيا. أرجو بيان حكم هذه المسألة وأقوال الفقهاء فيها،علما أني بحثت في الموقع فلم أصل لنتيجة واضحة بالنسبة لي. وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما فعلتموه من عدم القيام ومتابعة الإمام هو الصحيح، لأن ركعتكم قد صحت فلا يجوز لكم أن تزيدوا في الصلاة عمداً، وأما الإمام فمعذورٌ في إتيانه بالركعة بل إتيانه بها واجبٌ عليه لأن قراءة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة ركن لا تصح الصلاة إلا به كما هو مذهب الجماهير، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا صلاةَ لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.

 ويؤيد ما ذكرنا من صحة ركعة المأمومين التي ألغاها إمامهم أنه إذا ظهر لهم بعد الصلاة أن الإمام كان محدثاً ولم يعلم المأموم فإن صلاة المأموم صحيحة، وقد صح عن عمر رضي الله عنه أنه اغتسل من جنابة بعد ما صلي بالناس الصبح فصلى ولم يأمر الناس بإعادة الصلاة، فإذا صحت صلاة المأموم مع تبين بطلان صلاة الإمام فالركعة أولى.

 وبنحو هذا به أفتى العلامة ابن عثيمين رحمه الله، فقال كما في الجزء الرابع عشر من مجموع فتاواه: فالفاتحة ركن لا تصح الصلاة إلا بها في كل ركعة، فإذا نسيها الإمام في الركعة الأولى، ولم يتذكر إلا حين قام للركعة الثانية، صارت الثانية هي الأولى في حقه، وعلى هذا فلا بد أن يأتي بركعة أخرى عوضاً عن الركعة التي ترك فيها الفاتحة ‏.أما المأموم فإنه لا يتابعه في هذه الركعة، لكن يجلس للتشهد، وينتظر حتى يسلم مع إمامه.....

والله أعلم. ‏ ‏