أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن ما وصفته من قلق ووساوس وعصبية وأعراض الرهاب الاجتماعي وكذلك القولون العصبي، حقيقة هي ليست أمراضاً متعددة، هي وصف لحالة واحدة وهي (قلق المخاوف) وليست أكثر من ذلك.

إذن الذي أريدك أن تتفهمه وهذا مهم جدّاً من الناحية التشخيصية أنت ليس لديك أمراض مجتمعة، أنت لديك علة واحدة، ونعتبرها أيضاً ليست من الحالات الشديدة أو الصعبة، وإن كانت تسبب بعض الانزعاج، ولكن المفردات التي لاحظتها ووصفتها هي حقيقة كلها تأتي ضمن حالة واحدة فقط وهي (قلق المخاوف) وليس أكثر من ذلك.

انتقاص المتعة في الحياة والكدر وعسر المزاج دائماً يكون عرضاً ثانوياً مصاحباً لقلق المخاوف، وبالنسبة للخوف من ركوب الطائرة، فهذه من المخاوف البسيطة التي تكون مصاحبة لدى بعض الذين يعانون من القلق.

القلق دائماً يواجه بالتأمل والتفكر، والإنسان يجب أن يسأل نفسه: (لماذا أقلق؟ ما الذي يجعلني هكذا؟ لماذا لا أكون مثل الآخرين؟) وكما تعلم أخي الكريم القلق فيه جانب إيجابي وهو الجانب الذي يساعدنا في التحفز والاستعداد والاندفاعية نحو ما هو طيب ويساعد الإنسان على الإنجاز، ولكن إذا زاد عن الحد المفروض والمطلوب قد يشكل ظاهرة مرضية، وهذا ما نسميه بالقلق السلبي، وعلى الإنسان في تلك الحالة أن لا يستسلم له أبداً.

أنت ذكرت أنك تجتهد في عملك وأنك رجل مثابر وتحاول أن تكون اجتماعياً، هذه كلها أمور جيدة، وهذه سوف تكون الدافع لك للقضاء على هذا الخوف والرهاب، ودائماً نحن نقول المبدأ العام في علم النفس السلوكي هي المواجهة لمصدر الخوف، وكما قال الإمام علي رضي الله عنه: (إذا خفت من شيء فقع فيه فإن شدة توقيه أشر من الوقوع فيه)، وهذا حقيقة مبدأ عظيم من مبادئ السلوك.

فأنت بالنسبة للسفر بالطائرة اسأل نفسك: (ما الذي يجعلني أخاف الطائرات؟ وملايين الناس تسافر ويركبون الطائرات، وأنا في حفظ وفي حرز الله) وهكذا، وعليك بدعاء السفر. فيا أخي واجه هذه المخاوف ولا تستسلم لها أبداً، وانظر إلى ما هو إيجابي في حياتك، وحياتك فيها الكثير من الإيجابيات، فأنت الحمد لله مجتهد في عملك ولديك أسرة، ولديك اهتمامات اجتماعية، فيجب أن لا تنسى هذه النعم وهذه الإنجازات العظيمة في حياتك.

التفكير الإيجابي ووضع الصورة الإيجابية عن الذات هو من أهم الوسائل العلاجية التي يتغلب بها الإنسان على مخاوفه وقلقه خاصة فيما يخص التفكير السلبي.

بقي أن أصف لك دواء أسأل الله أن يجعل لك فيه خيراً كثيراً، وسوف تجد فيه إن شاء الله فائدة كبيرة جدّاً. الدواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – ويفضل تناوله بعد الأكل ليلاً أو نهاراً، استمر على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسة مليجرام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب السبرالكس هنالك دواء آخر يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival)، هذا دواء أيضاً ملطف للمزاج ومزيل للقلق خاصة القلق المرتبط بالقولون العصبي، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في المساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

أخي الكريم: ممارسة الرياضة تعتبر مفيدة جدّاً، وأعراض القولون هي انعكاس للحالة التي أنت فيها والرياضة تفيد كثيراً في هذا السياق، وبالطبع إن شاء الله اتباعك للإرشادات السابقة وتناولك الدواء الذي وصفناه لك سوف يجعل في حالة تحسن كبير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 ).