أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : زوج عصبي وكثير الحلف بالطلاق

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم.
أشكركم أولاً على المعلومات التي استفدت منها كثيراً، وبارك الله فيكم جميعاً.
سؤالي: هو أني متزوجة منذ 8 سنوات، وزوجي والحمد لله يحبني ولكنه سريع الحلف بالطلاق على أي شيء ينكسر في المنزل أو يكسره أولادنا إذا لم يصلحوه، وأصبح الآن في هذه الفترة متعصباً جداً ولا يطيق أحداً، ولا يتحمل أحداً في البيت وخارجه، لا أعرف ماذا أعمل؟! وكيف أجعله يحد من الحلف بالطلاق ويتفاهم مع أولاده؟
حتى أولادي أصبحوا عصبيين وأحياناً لا يطيقون البيت، أرجوكم أفيدوني.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غ ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يصلح لك زوجك وأن يبارك لك فيه، وأن يبارك له فيك، وأن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يُذهب عنه هذه الحالة العصبية الشديدة التي يعاني منها، وأن يعينه على عدم الإكثار من الحلف، وأن يؤلف بين قلوبكما وقلوب أبنائكم، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإن ما ذكرته من حال زوجك قد تكون له أسباب متعددة، أولاً منها: كثرة الضغوط الشديدة التي يعاني منها الرجال الآن في مصر، وذلك نتيجة غلاء الأسعار والمشاكل اليومية التي جعلت الناس لا يتحمل بعضهم بعضاً، ولا يصبر بعضهم على بعض، كلٌ يعاني من ضائقة وكل يعاني من ألم، وكل يعاني من شدة.
هذه المشاكل أحياناً قد تدع الحليم حيران، وتجعل الإنسان العاقل يفقد صوابه ورشده، فكثير من الناس يعانون خاصة إذا كانت الأعمال التي يتعامل فيها مع عامة الناس؛ لأنه أحياناً بعض الوظائف وبعض المهن الإنسان يتعامل فيها مع شريحة معينة من الناس أو بطريقة معينة فلا يشعر بهذه المعاناة التي يعانيها رجل الشارع، أما الذين يتعاملون مع قطاع كبير من الناس عادة ما يشعرون بهذه المشاكل وتلك الأزمات، فإذا كان زوجك من هذا القبيل فإنه قطعاً هذه الظروف التي يمر بها لعلها هي السبب وراء تلك المشاكل التي ذكرتها في رسالتك.
وهناك أيضاً أمر آخر وهو احتمال أن يكون قد أصابه نوع من الأشياء الروحية المعروفة بالحسد والعين، فقد يكون قد حسده بعض الناس، وقد يكون قد اعتدى عليه بعض الجن وهو ما يعرف بالمس أو غير ذلك، وأحياناً من الممكن جدّاً أن يكون قد تم عمل سحر له مثلاً – عيإذن بالله – لإفساد حياته، فبعض الناس يرون أنكم مستقرين وأنكم سعداء فيحرص على وقوع الضرر بكم.
كل هذا وارد، ولكن أنا لا أكاد أجزم به أصلاً، ولا أقول بأنه موجود، ولكن في الغالب هذه هي الأسباب العامة التي تؤدي إلى مثل هذه الحالة التي ذكرتها من حال زوجك من موضوع العصبية الشديدة وأنه متضايق جدّاً وأنه لا يطيق أي أحد ولا يستحمل أحد في البيت ولا خارج البيت، فطبعاً هذا كله شيء غير طبيعي؛ لأن الإنسان منا إذا كان مستقراً مع أهله فإنه يرى أن بيته هو الملاذ الوحيد الذي يلجأ إليه كأنه يخرج من النار إلى الجنة، يخرج من نار العمل ومن نار السوق ومن نار مشاكل الناس ومعاملاتهم الصعبة فيأوي إلى بيته ليجد الأمن والأمان والسكينة والراحة، وأما إذا كان كذلك حتى في البيت غير مستريح فمعناه أن هذا شيء غير طبيعي، ولذلك:
أنا أتمنى - بارك الله فيك – أن تستعينوا ببعض الإخوة المشايخ المعالجين من أئمة المساجد الذين يقرؤون القرآن يتوجه إليهم زوجك ويحاول أن يتكلم معه، فيشرح له ظروفه وأحواله التي يعاني منها، لعله أن يقرأ عليه الرقية الشرعية فيعافيه الله تعالى؛ لأن مثل هذه الحالات بفضل الله تعالى تعالج بالرقية الشرعية، ويستطيع أن يرقي نفسه إذا كان عنده استعداد لذلك أو عنده وقت، وتستطيعي أنت أن تقومي برقيته، فإن هناك أشرطة تسمى (أشرطة الرقية الشرعية) وهي كثيرة جدّاً في المكتبات الإسلامية في مصر، وهناك كتيبات أيضاً فيها الآيات والأحاديث التي تستعمل في الرقية الشرعية، فإن استطاع الإنسان أن يعالج نفسه أو أن يعالجه أحد أقاربه فهذا أفضل، وإذا لم يستطع فلا مانع أن يذهب لبعض المشايخ المشهورين الثقات أصحاب العقيدة السليمة وهم كثيرين جدّاً في مصر، أي أحد من هؤلاء الأخوة يقرأ عليه وإن شاء الله تعالى سيكون وضعه طيباً.
أيضاً اسألوا عن موضوع الحلف بالطلاق والحل منه، وسوف يصف له حلاًّ - بإذن الله تعالى - .
وأولادك طبعاً - بارك الله فيك – كونهم أصبحوا الآن متعصبين أيضاً ولا يطيقون المنزل، فهذا كله شيء طبيعي نتيجة هذا الموقف الذي يرونه من أبيهم، فهم يقلدون أباهم فيما يفعل ويخافون من شدة بطشه ومن سبه وضربه، ولذلك يفكر هؤلاء الأطفال المساكين أن يكونوا خارج البيت ليجدوا الراحة، وأنا واثق عندما يستقيم حال زوجك - بإذن الله تعالى – سوف تستقيم الأسرة كلها.
أنصحك الآن بالإكثار من قراءة آية الكرسي مع سورة البقرة في البيت، تقرءونها ولو كل يوم مرة، إما أن تقرئيها أنت بنفسك أو أحد أولادك إذا كانوا يستطيعون، أو تشغيل المسجل أو شريط تضعين فيه سورة البقرة واجعليه يقرأ في البيت حتى يتم تطهير البيت من هذه الهواجس كلها، وتصبحون - بإذن الله تعالى - في أحسن حال وفي أطيب معيشة.
هذه مسائل بسيطة جدّاً وعما قريب ستزول وستكونون في غاية السعادة والاستقرار، وأسأل الله لكم ذلك، وعليك بالدعاء، فاجتهدي في الدعاء أن الله يصرف السوء عن زوجك؛ لأنك كما تعلمين أن تأثر زوجك بأي مشكلة تنعكس عليك وعلى الأولاد وعلى البيت كله، فأكثري من الدعاء له بأن يصلحه الله عز وجل وأن يصرف عنه كيد شياطين الإنس والجن، وأن يعافيه من كل سوء، وأن يجنبه كل بلاء، ونحن بدورنا نشاركك الدعاء في ذلك، ونسأل الله لكم الأمن والأمان والسعادة والاستقرار والراحة وهدوء البال في الدنيا والآخرة، إنه جود كريم.
هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أحس بطعم الحياة وأفكر في ترك العمل بسبب الضيق الذي أعاني منه! 2071 الخميس 14-03-2019 06:52 صـ
أدوية الصدمة النفسية سببت لأمي مشاكل مع الآخرين، ما هو الحل؟ 1899 الأربعاء 13-02-2019 05:22 صـ