أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : حالات القلق المصحوب بالخوف الشديد من الموت ومواجهة الآخرين وكيفية علاجها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا شاب عمري 14 عاماً ونصف تقريباً، أعاني من الخوف الشديد من المواجهة ومن الموت، وأيضاً من القلق واحمرار الوجه أحياناً، وهبوط القلب عندما أكون في المدرسة، وفي المواجهة أيضاً، ومن كل شيء تقريباً، فأرجو إعطائي علاجاً فعالاً دوائياً، ولكني صغير بعض الشيء.

وشكراً لكم.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد94 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأعراض التي تشتكي منها هي بسيطة بالرغم مما تسببه لك من مضايقة وإزعاج، فهي مجرد نوع من القلق النفسي نسميه بقلق المخاوف، وقلق المخاوف الذي لديك يظهر أكثر عند المواجهات الاجتماعية، لذا يسميه البعض بالرهاب الاجتماعي.

في أغلب الظن أن هذه الحالة مكتسبة ربما تكون تعرضت لموقف مخيف في فترة الطفولة، وظل هذا عالقاً بعقلك الباطني ثم بدأ يظهر حين تكون عرضة لمواقف تستدعي القلق أو المواجهة.

أنا أريدك أن تفهم أن حالتك بسيطة وأنها مجرد قلق وليس أكثر من ذلك، وأريدك أيضاً أن تعرف أن الأعراض التي تظهر عليك هي أعراض فسيولوجية ونفسية، فاحمرار الوجه ينتج من زيادة في تدفق الدم؛ لأن القلق يؤدي إلى إفراز مادة تسمى بالأدرينالين، وهذه تجعل القلب يضخ الدم بشدة وبقوة مما ينتج عنه هذا الاحمرار.

أما ما وصفته بهبوط القلب فلا يحدث حقيقة، هذا لا يحدث ربما يحدث خفقان وربما يحدث شعور بالتعب والإنهاك تتصوره في القلب،ولا يوجد هبوط في القلب أبداً.

أريدك أيضاً أن تعرف أن هذه المشاعر الناتجة من تغيرات فسيولوجية – كما شرحت لك – هي مبالغ فيها وأنت تعيشها وتحسها بشدة وقوة أكثر كثيراً من حقيقتها، وأؤكد لك أيضاً أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك ولا يرصدون تصرفاتك، وأن أداءك الاجتماعي هو أكثر كثيراً مما تتصوره ومما تحس.

هذه الأطر وهذه الأسس التي ذكرتها لك هي حقائق مهمة؛ لأن تصحيح المفاهيم الخاطئة حول القلق نراه من أهم أسس العلاج.

الأمر الثاني: أريدك أن تحقر هذه المشاعر وتحاول أن تتجاهلها وتقول لنفسك: (ما الذي يجعلني أخاف؟ أنا مثل بقية الناس ولستُ بأقل وهم ليسوا بأشجع مني) وهكذا، أجر هذا الحوار الداخلي مع نفسك، وهو مهم ونسميه بالتغيير المعرفي.

ثالثاً: عليك الإصرار على المواجهة، والمواجهة يمكن أن تكون أولاً في الخيال: أجلس في مكان هادئ على كرسي مريح وتصور أنك تقوم بإلقاء كلمة أمام تجمع كبير من الناس يحضره مدير المدرسة والمدرسين وطُلب منك أن تلقي كلمة افتتاحية في هذا اللقاء، وتصور أيضاً أنه طلب منك أن تؤدي دور المعلم، وهكذا.

وتصور ثالث في أنك تشارك أصدقاءك في مناسبة اجتماعية وكنت أنت الذي تستقبلهم وتضيّفهم مثلاً في بيتك، وهكذا.

تخيل هذه الخيالات بدقة وبتمعن، وسوف تفيدك كثيراً في المواجهة، وبعد ذلك اجعل لنفسك برامج يومية تواجه من خلالها ولا تبعد أبداً عن المواجهة؛ لأن المواجهة هي الحل الأساسي لمثل هذه الحالات.

وأنصحك بأن تؤدي صلاتك في المسجد مع الجماعة تكون في الصف الأول، هذا نوع من المواجهة التي تبعث على الطمأنينة وتزيل الخوف والرهاب الاجتماعي.

وأنصحك أيضاً بأن تنظر إلى الناس في وجوههم حين تتحدث إليهم، وكوّن لك مشاركات إيجابية مثل ممارسة رياضة كرة القدم مع زملائك. هذه أيضاً فيها فائدة كبيرة بالنسبة لك.

بالنسبة للعلاج الدوائي توجد أدوية كثيرة جدّاً وكلها فعالة ولابد أن أراعي عمرك – كما ذكرت -، الدواء الذي يناسب حالتك والذي يناسب عمرك عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، توجد منه عبوة عشرة مليجرام أرجو أن تتحصل عليها، وتتناول نصف حبة (خمسة مليجرام) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

الدواء مفيد وفعال وغير إدماني وسليم، وإذا لم تتحصل على السبرالكس فالعقار البديل يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، وفي سوريا ربما يوجد تحت أسماء تجارية أخرى، فاسأل عن الدواء تحت اسمه العلمي (Sertraline)، والجرعة هي نصف حبة – الحبة تحتوي على خمسين مليجرام – يومياً لمدة عشرة أيام، ويفضل أن تتناول هذه الجرعة مساءً وبعد تناول الأكل، وبعد انقضاء العشرة أيام ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، استمر عليها أيضاً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وقد وصفت لك أدوية سليمة وفعّالة وبجرعة صغيرة، وإن شاء الله بتناولك لهذه الأدوية وتطبيقك للإرشادات السلوكية التي ذكرتها لك سوف تجد أن حالتك قد تحسنت تماماً.

الخوف من الموت هو جزء من القلق وليس أكثر من ذلك، وحين يزول القلق سوف يذهب هذا الخوف المرضي، وبالطبع لابد أن نستذكر الموت حتى نعمل من أجله، ويجب أن تتذكر أن الخوف بدون عمل لا يجدي، والخوف لا يزيد من عمر الإنسان أو ينقصه ثانية واحدة، فالأعمار والآجال بيد الله.

ويرجى الاطلاع على هذه الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: (259576-261344-263699-264538) والخوف من الموت: (261797-263659 - 263760 - 272262 - 269199)، وختاماً نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2832 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2757 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1034 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2084 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1542 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ